غريب عن مجتمعنا!!

غريب عن مجتمعنا!!
يوسف غيشان

لا تتورع مصادر إخبارية حينما تعلن عن حادث عن ترديد عبارة:( وهذا حادث غريب عن مجتمعنا) ويحرصون على ترديد هذه العبارة ليس خلال ذكر الخبر فقط، بل في جميع المقالات المستنكرة لما يحصل. انا افترض حسن النية هنا، لكني اعتقد ان طريق جهنم معبد بذوي النوايا الطيبة.
= إذا اشتبكت مجموعات من الطلاب الجامعيين على اسس أو طائفية او اقليمية او بطاطا مقلية. نقول غريب عن مجتمعنا!!
= إذا احرق أحدهم مجموعة من الاشجار الحرجية!!
= إذا سرق أحدهم حقيبة سيدة
= إذا غش تاجر ما في مادة غذائية.
= إذا تم إطلاق النار في عرس ما وأدت الى إصابات ووفيات
= وإذا. وإذا. وإذا.
يا سادة يا كرام، ليس هناك شيء غريب عن مجتمعنا، فلسنا مجتمعا من الملائكة ولا انصاف الملائكة، وما دمنا نتجه نحو المدنية، فلن نستطيع اطلاقا ان نحصل على ايجابيات المدنية دون سلبياتها (قشورها)…انما نستطيع -ان رغبنا وقررنا وعملنا – ان نقلل من السلبيات ونحد منها ونزيد من استفادتنا من الإيجابيات.
أول ما علينا فعله ان نعترف بأن لا شيء غريبا …. وأن هذه الأمور التي تحصل ليست غريبة ..بل هي من صميم عملية الحراك الاجتماعي ، وهي مشاكل واقعية وتحتاج الى حلول واقعية وليس لمجرد الاستنكار والرفض، فأول الحل هو الاعتراف بالمشكلة. وبدون المرور في هذه المرحلة لن نصل الى الحل.
هذا اذا رغبنا ان نتطور ونطور مجتمعنا معنا، أما اذا اردنا البقاء على رومانسيات النفي الأخلاقي لما يحصل، فسوف تتفاقم المشاكل لدرجة قد تنقلب الأمور، ونقول ذات يوم عن رجل قام بمساعدة ضرير على قطع الشارع المزدحم (مثلا). ان هذا الأمر غريب عن مجتمعنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى