نِهال وروني / ميس داغر

نِهال وروني

تجهّزُ نِهالُ حقيبتها للإلتحاق بفعالية تخييم عربية يهودية مشتركة. تتردد قليلاً وهي تسأل والدها المنهمك في قراءة الصحيفة:
– هل من الممكن لي يا بابا التنزّه برفقة روني في منطقة التخييم؟
ومن غير أن يرفع بصره عن الصحيفة، يردّ الوالد:
– نعم يا حبيبتي. باستطاعتك فعل هذا، ما دام لا يحدث بينكما شيء.
تصمت نهال قليلاً قبل أن تعاود سؤال والدها:
– الطقس في رمات غان يكون بارداً مساءً، هل ممكن لي أنا وروني التسامر داخل الخيمة في حال لم نحتمل برودة الطقس في العراء؟
– نعم يا عمري. هذه التفاصيل مفروغٌ منها. تسامري مع روني قدر ما تحبّان، ما دام لا يحدث بينكما شيء.
تعود نهال إلى صمتها دقائق معدودة، قبل أن تسأل سؤالاً جديدا:
– إذا نام الجميع قبل أن نخلد أنا وروني إلى النوم، فربما لا يتبق له مكانٌ للنوم في خيمة أخرى. فإن حصل هذا يا بابا، هل ممكن لي أن أسمح له بالمبيت في خيمتي؟
– ما بالك تُكثرين من الأسئلة الغريبة يا بابا! وهل أصلُنا الطائيّ يسمح لكِ بترك روني يبيت في العراء؟ بالتأكيد تفسحين له المجال للمبيت في خيمتك. لكن تذكري، هذا مسموح فقط ما دام لا يحدث بينكما شيء.
– لكن هنالك مشكلة صغيرة في هذا يا بابا..
– وما هي المشكلة يا قطّتي؟
– أخبرني روني مرةً أنه لا يستطيع النوم مرتدياً أكثر من ملابسه الداخلية. فهل أسمح له بالمبيت في خيمتي في هذه الحالة يا بابا؟
– آآآآآه! أنتِ بهذه الطريقة تُفلسفين الأمور يا صغيرتي. اسمعي، إن نام روني بملابسه الداخلية أو حتى بدونها، فهذا الأمر لا يعنينا يا بابا، ما دام لا يحدث بينكما شيء.
– هنالك مشكلة أخرى يا بابا.. إن حدث ….
يُقاطعها الوالد بحدّة ونفاد صبر، بعد أن يُلقي الصحيفة جانبا:
– أووففف! لقد أضجرتني بكل هذه الأسئلة يا بابا. أما آن لكِ أن تفهمي!! إن قمتِ أنت وروني بـ********* و*********** و********* فلماذا قد تكون لدينا مشكلة، ما دام أنه لا يحدث بينكما أي شيء ؟!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى