غاب العدل و ساد الفساد

بسم الله الرحمن الرحيم
غاب العدل و ساد الفساد
ضيف الله قبيلات

قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربينَ إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا ).
يأمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا قوّامين بالقسط، أي بالعدل، و لا يحيدوا عنه يميناً و لا شمالاً، و لا تأخذهم في الله لومة لائم، و لا يصرفهم عنه صارف، و أن يكونوا متعاونين، متساعدين، متعاضدين، متناصرين.
و أمّا قوله ( شهداءَ لله ) فكما قال ( و أقيموا الشهادة لله ) أي أدّوها ابتغاء وجه الله فحينئذٍ تكون صحيحة عادلة خالية من التحريف و التبديل و الكتمان و لهذا قال ( و لو على أنفسكم ) أي إشهد شهادة الحق و لو عاد ضررها عليك، و إذا سُئلتَ عن أمر فقل الحق و لو عادت مضرّته عليك، فإن الله سيجعل لمن أطاعه فرجاً و مخرجاً من كل أمرٍ يضيق عليه.
و في قوله ( أو الوالدين و الأقربين ) أي و إن كانت الشهادة على والديك و قرابتك فلا تراعهم فيها، بل اشهد شهادة الحق و إن عاد ضررها عليهم فإن الحق حاكمٌ على كل أحد.
و في قوله ( أن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما ) أي لا تراعي الغني لغناه، ولا تشفق على الفقير لفقره بالشهادة بالحق، فالله يتولّاهما، بل هو أولى بهما منك و أعلم بما فيه صلاحهما.
و في قوله( فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا ) أي فلا يحملنّكم الهوى و العصبية و بغض الناس على ترك العدل، بل الزموا العدل على أي حال كان، و من هذا قول عبدالله بن رواحة رضي الله عنه لمّا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم يخرص على يهود خيبر ثمارهم و زروعهم، فأرادوا أن يرشوه ليرفق بهم، فقال رضي الله عنه : والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إلي و لأنتم أبغض إلي من أعدادكم من القردة و الخنازير، و ما يحملني حبي إياه و بغضي لكم على أن لا أعدل فيكم.
كان ذلك عندما كانت السيادة للعدالة، أما اليوم و قد غاب العدل و ساد الفساد فجاءت الكورونا لتهلك الاقتصاد و العباد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى