عيوب في البنية التحتية / عمر عياصرة

عيوب في البنية التحتية

ان تغمر المياه الوديان، امر معقول، ويمكن تفسيره بحجم السقوط الغزير للمطر في فترة زمنية قصيرة، لكن ان يغرق الطريق الصحراوي ويتحول لبرك سباحة، فهذا مؤشر على تهالك البنية التحتية وتقصير بحقها.
لا وقت لتبادل التهم او ذم الاداء، لكنه وقت العمل، فالخسائر كانت فادحة، ومن غير المعقول تمرير وفاة اكثر من ثلاثين مواطن بدون قرار مراجعة لحالة بنيتنا التحتية.
نعاني ماليا، فالبلد في ازمة اقتصادية خانقة، لكن الفقر لا يعني الموت دائما ولا يعني استسهاله، او القبول به، او التغاضي عن اسبابه.
بل هناك ادارة للفقر، تجعله اقل ألما، واقل خسائر، وهذه الادارة نفتقدها في الاردن، ولا نجعلها اولوية، وتتراكم على عتباتها ايضا، قصة الفساد والترهل.
بنيتنا التحتية تعيش أسوأ اوقاتها، فرغم الاستدانة العالية التي تراكمت في العقدين الماضيين، ورغم بيع الاصول المحلية، الا اننا اهملنا البنية التحتية الى مرحلة تحولها لقاتلة للاردنيين.
ما الحل؟ سؤال كبير، لابد من اطلاق العنان له على كل مستويات الدولة، من الملك «رأس الدولة» الى اصغر موظف، من الموالاة الى المعارضة، فالحكاية وطنية بامتياز ونهج الفزعات ما عاد بذي جدوى.
مرة اخرى، وفاة هذا العدد الكبير مع اول شتوتين في الموسم المطري، لا يمكن تمريره، بل الواجب الوقوف إزاءه بمنطق المسؤولية والاعتراف.
نعم يجب الاعتراف بأن بنيتنا التحتية باتت تقتلنا بسبب اهمالها وترهلها، ويجب الاعتراف ان جاهزية الجهات المعنية مترهلة ايضا واصابها ما اصاب البنية التحتية.
بعد الاعتراف الصادق والواضح، يجب وضع خطة لإدارة فقرنا، ولابد من ايلاء اولوية للبنية التحتية، انها اهم من الكثيرين، اهم من الامتيازات والسيارات الفارهة.
ليلة الرعب التي تكررت للمرة الثانية، لابد ان تغادرنا الى غير رجعة، لابد من قرار وخطة لمواجهة ما يجري، فشرعية الانجاز تحطمت، وآن أوان محاولة ترميم ما تحطم منها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى