
اضعف الإيمان “العربي”
وليد عبد الحي
في ظل اليأس التام من “العقلانية الرسمية العربية” نتيجة الغرائزية السياسية ، ماذا لو تم اختيار شعبي(يمكن التفكير بها لاحقا) ل21 قاضيا عربيا من المشهود لكفاءاتهم القانونية وخبرتهم الحياتية ونزاهتهم ،وينتمي كل منهم لدولة عربية ، ويقوم بعض ” الرأسماليين الوطنيين العرب” بتوفير مقر وبعض التجهيزات السوقية لعمل ” محكمة عدل عربية” منفصلة تماما عن أي نظام سياسي عربي وعن الجامعة العربية ، بل اقرب ما تكون لهيئة مجتمع مدني، مهمتها النظر باستقلالية تامة في أي خلاف عربي –عربي(أي بين دولتين عربيتين أو أكثر وليس النظر في خلافات عربية داخل دولة معينة).
إن انشاء محكمة عدل عربية ” غير رسمية وذا ت مصداقية عالية ، لا يكلف جزءا يسيرا من انشاء فضائية عربية تدفع جوائز في برامج ترفيهية مبالغ تفوق انشاء أكثر من عشر محاكم…
ومهمة هذه المحكمة ” الموثوق باشخاصها وقدرتها القضائية” هي النظر في الخلاف العربي العربي ، وتصدر حكمها وتبين الأسس التي أقامت عليها هذا الحكم وحيثياته ، و الهدف من ذلك توفير مرجعية كفؤة وموثوقة للحكم على الخلاف بين الدول العربية، وتصبح هذه المحكمة بمثابة مرجعية لتحديد الشارع العربي التائه لمواقفه بعيدا عن الغرائزية والتعصب “القطري والآيديولوجي والمذهبي والتنظيمي والقبلي”…
ويكفي الاشارة إلى ان محكمة العدل الدولية عرفت في عضويتها منذ نشأتها سبعة قضاة عرب ، أفلا يكون قاضي محكمة العدل الدولية مؤهلا لعضوية محكمة عربية “غير رسمية”؟
نعم إنه اضعف الايمان، لكني استطيع الاطمئنان لحكم هذه المحكمة اكثر من مواقف تحددها “كهوف السياسيين والاعلاميين” وأدبيات الفكر السياسي الغرائزي…..بل ويصبح لدي سند قانوني موثق ابني عليه موقفي واطالب بعد ذلك من الرسميين(بغض النظر عن مستوى الاستجابة) للحكم…هل هذا ممكن ..ربما…
إذن ليت كل عربي غيور ومخلص ومحب لهذا الوطن المغدور والمنهك يتبنى هذه الدعوة…فأن تشعل شمعة أفضل من ان تلعن الظلام….