
غصة وطن
هل اصبحنا غرباء في أوطاننا، أم أصبح الوطن غريب علينا!!؟؟
والله انه لشعور محزن ومقلق في الوقت نفسه أن تشعر بانك غريب في وطن طالما كان مزروعاً ومحفوراً في قلبك وفي كل احاسيسك. لم يعد الوطن كما عهدناه مؤنس رحيم ، جامع شملنا ومحط اهتمامنا ومستقبل أحلامنا. بل اصبح غصة في قلوب اشراف هذا الوطن.
أصبحنا غرباء …. فلا يكاد يوم ينصرم دون ان تقرأ او تسمع عن جريمة قتل راح ضحيتها اناس ابرياء… أخ يقتل اخاه… ووالد يقتل اولاده…وامرأة تحرق وتقتل سلفتها واولادها… وسائق طائش يدهس شرطي ويقتله عمدا ويلوذ بالفرار …اي مجتمع اصبحنا نعيشه!!؟؟
أصبحنا غرباء … فقد كثرت حالات الانتحار . والغريب أان حالات الانتحار لا تخص جيلا دون آخر، ولا جنس دون غيره. فالأسباب متنوعة وعديدة. بعضها فقر متقع والبعض الآخر دون سبب مقنع…. أي مجتمع بتنا نعيشه !!؟؟
أصبحنا غرباء … شوارعنا باتت مليئة بسموم الجوكر والمخدرات، تفتك بشبابنا وبناتنا وتهدم مستقبل اولادنا. فبالرغم من احباط الكثير من حالات تهريب تلك السموم وادخالها الى شوارعنا، إلا أننا لم نسمع عن الاطاحة بتجار السموم الكبار…. أي مجتمع امسينا نعيشه!!؟؟
أصبحنا غرباء … سطو مسلح واستخدام الاسلحة وتكسير المحلات من اجل سرقة محتوياتها دون خوف او جزع في وضح النهار و ظلمة الليل…. أي مجتمع هذا الذي نعيشه!!؟؟
أصبحنا غرباء … يخطأ احدنا ولا يرحمه الطرف الآخر. و بدلا من تدخل العقلاء وكبار القوم لحل المشكلة، تترك للصبية ولجهلاء القوم لتكبر و تعظم المشكلة حتى تصبح كارثة… بيوت تحرق وتهدم ،ومحلات تتكسر وارواح ابرياء تزهق … أي مأساة أصبحنا نعيشها!!؟؟
أصبحنا غرباء …قدواتنا يضُربوا ويُهانوا في منابر العلم ليس من قبل الطلاب فقط، وانما للأسف من بعض أولياء الأمور. حتى وصلت الى التهديد والوعيد واستخدام الاسلحة واطلاق العيارات النارية وترويع الطلاب والطالبات على حد سواء. أخلاقنا بردت، بل اكاد أجزم و أقول أنها تجمدت، و خوفنا من القادم المجهول أكبر. أي ظلام سيخيم على أجيالنا القامة !!؟؟
اصبحنا غرباء … بدلاً من ان نمشي قدماً، بتنا نتراجع خطوات، بل أميال. حياتنا السياسية اصبحت محط شكوك. هُمّشت الاحزاب لدرجة انها صارت تقترب تجاه أبواب السقوط والتلاشي. حتى الصحافة و التي يسمونها السلطة الرابعة بدأت تُحارب من اصحاب الشأن الرفيع، و كأنه لا يُراد للأصوات العالية ان تُسمع لها همسا. عن أية ديمقراطية نتحدث !!؟؟
نعم… أصبحنا غرباء في أوطاننا