عودة”الامتحان”الضال..

مقال الاثنين 25-7-2016
النص الأصلي
عودة”الامتحان”الضال..
أحدٌ لا يستطيع أن يخفي سعادته وهو يشاهد المؤتمر الصحفي لوزير التربية والتعليم يوم أمس ، ليرى ويسمع عودة التوجيهي إلى قواعده سالماً معافى في أذهان الأردنيين كما كان، عاد التوجيهي “الهيبة” الذي يشبه معلمي أيام زمان أصحاب الياقات العريضة والبناطيل “الشارلستون” والشوارب الكثة والملامح الصارمة ..عاد التوجيهي كما كان بعدما مرّت عليه سنوات عجاف أصبح فيه “ملطشة” بسبب الإهمال والتسيب والتدمير الممنهج هذا الامتحان الوطني العريق، ليصبح حبيب الماما ودلّوعة البابا الذي لا يميّز بين جمع الكسور وطرحها وبين “السيجما” وحرف الــ”Q” من أوائل أوائل المملكة!!..
وإذا ما استمرت سياسة الوزارة على ما هي عليه من الجدية في التطبيق والحفاظ على هذا الامتحان وتصحيح مسار باقي الصفوف ،فإنها ستكون نموذج لمعنى “الإصلاح”في الدولة ككل..ما نقصده بالضبط، سترون ثمار هذه الجدية وتطبيق القانون على مؤسسات التعليم الأردني قاطبة،لتحلّ مشاكل كثيرة تلقائياً انفردت لها دراسات وأبحاث دون ان تجدل حلولاً مقنعة لها…مثلاً ستكتشفون انخفاض نسبة العنف الجامعي تلقائياً، لأن من تعب في معدّله في الثانوية العامة ليصل إلى الحلم الجامعي والتخصص الذي يريد لن يضحّي به لأجل مشاجرة عابرة أو استعراض فاشل للعضلات ، كل من سيصعد إلى سلم الجامعة يكون قد وصل إليها عن جدارة واستحقاق لذا لن ينجر إلى الفراغ ولا إلى العنف لإثبات الذات..ليس العنف الجامعي هو الوحيد الذي سينتهي بعد تشديد امتحان الثانوية العامة..المخرجات الجامعية الضعيفة أيضاَ سوف تقل وتتآكل لأن روافدها قد تغيّرت خواصها وتبدد زيف درجاتها..بعد أن ظلت الجامعات لسنوات طويلة تقوم بتخريج طلاب بكالوريس بدرجة “محو أمية”..وقد لا تصدقون أن قلت لكم ان هناك من حملة الدكتوراه ويدرسون في جامعات محترمة ما زالوا لا يميزون بين حرفي الــ”ض” والــ”ظ ” عند الكتابة..بسبب ضعفهم في الثانوية العامة!!
المشكلة الثالثة التي ستحل تلقائياً ، من لم يحالفه الحظ في النجاح سيجرب حظه في العمل والتوجه الى قطاعات الصناعة والتجارة وغيرها..وبهذا نكون قد وجهنا يداً عاملة إلى مكانها الصحيح وخففنا من الازدحام على طابور “المكتب والمكبس” الذي يقف عليه عشرات ألآلاف من الأردنيين..
قد تكون اجراءات العلاج موجعة وطويلة ومكلفة “في أي قطاع حكومي” لكنها في النهاية تطيل عمر الوطن وتقوية وهذا ما نريده..المهم ان يلتقف المسؤول “رأس خيط”الإصلاح أو يكون لديه رغبة في ذلك حتماً سيجد كل من يريد النهضة لهذا الوطن معه وفي صفه..

كلمة أخيرة للأحبة الطلاب: لا يوجد إنسان ناجح وإنسان راسب..هناك إنسان ناجح وهناك إنسان ناجح بمجال آخر..واليوم سطر البداية.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. المقال أحد أدبيياتك الرائعة.. ولكن نتائج الموضوع نفسه أي نسب النجاح فهو بلا شك خطيرة وكارثية..!!

  2. برأيي اننا ما زلنا في بداية طريق الاصلاح التعليمي في الأردن .. وما تم تدميره في سنين يحتاج منا اعوام كثيرة
    وان نعترف بوجود المشكلة ونبدأ بالاصلاح خير من ان نواصل الخطأ
    عندما تمت السيطرة على عمليات الغش وتسريب الأسئلة .. كان لدينا مخرجات تنتمي الى الواقعية والمصداقية
    سؤالي هو .. ماذا عن مخرجات سنين سابقة ومن باتوا اليوم في مراكز المسؤولية
    هل ستتم غربلتهم ..؟؟
    ما ظنيت

  3. الأخ العزيز احمد
    بداية ازجي لكم تحياتي القلبية واعلمكم انني من المعجبين بكتاباتكم. اما بخصوص التوجيهي وما قامت به الوزارة من محاولات لتصحيح الوضع الخاطئ فانني اعتقد ان الوزارة لم تعمل سوى زيادة الامر سوءا والدليل على ذلك ان من يستخرجون النتائج النهائية وانظمتهم المحوسبة لا يفقهون شيئا من علم الحساب الذي تعلمناه منذ الصف الأول الابتدائي ولغاية مراحل متقدمه من حياتنا. وهنا اود ان أقول بان نتائج التوجيهي لهذه السنة كما السنوات السابقة هي غير صحيحة ولا تعكس المستوى الحقيقي للطلبة لا بل ان التدخل والاخطاء التي تظهر للعيان تجعل من ………… يفهم ان الوزارة لا تفهم شيئا ودليلي على ذلك ما هو منشور على موقع خبرني عن علامات الأول على المملكة حيث تشير الشهادة المروسة باسم وزارة التربية بان معدل الطالب هو 98.4 بينما علاماته الفعلية لا تتجاوز ال 1181 من اصل 1220 المجموع الكلي وبناءا علية وبحسبة بسيطة ينتج ان معدل الطالب هو 96.8 وهذا يعني ان نتائج الثانوية العامة كلها مضروبة. والله من وراء القصد(طبعا ساذهب للقضاء لمقاضاة الوزارة لاثبت لكم ان القضاء أيضا مضروب حيث انه لن يقبل ذلك من مواطن عادي وسوف تقوم الوزارة بادعاء ان الشهادة غير صحيحة وما الى ذلك من كلام….اذا ارادت منا الدولة ان نثق بمسووليها فلتكن شفافة ولتكن نزيهة لأننا وبصراحة متأكدون من خيانة المسؤولين للامة)…وشكرا لكم.

  4. كلام جميل جدا والصحيح انه لابد من الجد، انا من المعجبين بشخص هذا الوزير واظن انه ماشي في المسار الصحيح لرد هيبة التعليم الى قواعدها سالمة. ان تكون نسبة النجاح في الأدبي مثلا ١٨٪‏ فهذا قليل جدا ولكن هذه هي الحقيقة المؤلمة ونتمنى ان يكون نهج الجدية الذي اتخذته الوزارة يبأمن الصفوف الدنيا

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى