عهد والنبي صالح في مواجهة شايلوك / وليد عبد الحي

عهد والنبي صالح في مواجهة شايلوك

متابعة الأدبيات الصهيونية الخاصة بعهد التميمي تدور حول نقطة محددة ومقلقة لهم ، وهي أن صورتها بذراعها الرقيق ووجهها الباسم الهادئ وشعرها المتمرد على ” النظام”، مس ضمير الجمهور المتلقي للمادة الإعلامية غربا وشرقا، وكأن ” الأنا العليا” في ثلاثية فرويد المعروفة تَعَرََضَ لوخز موجع من مشهد عهد، فلم يتمكن ” الهو” المتوحش ولا ” الأنا” الوادع المنظم من الحيلولة دون شق الاسوار النفسية العالية للذات الغربية وايقاظ ” أناهم العليا”.
صورتان متقابلتان شكلت المشهد ووضعت خيوط السيناريو للمونولوج الغربي، مشهد الفتاة الجميلة بطفولتها التي تكبر على الزمن والقياس ، تلاحق قرب بيتها الريفي وقرب أشجار الزيتون غازيا همجيا مدججا بالسلاح ومدرعا بالخوذة وواقي الرصاص، مرة تواجهه وهو يحاول طحن عظام أخيها بين صخور النبي صالح ومرة وهي تصفعه لتحول دون تدنيسه عتبات منزلها…فالمشهد كأنه إعادة تمثيل لصورتين قابعتين في مخزون المنظومة المعرفية المسيحية الغربية، اولاها صورة القديسة سالومي(كما وردت في الاناجيل كلها) التي وقفت تحت الصليب مع العذراء بعد الصلب، والصورة الثانية المقابلة هي صورة يهوذا الاسخريوطي الذي باع المسيح ..
وإلا ، ما الذي يجعل الفنان الايرلندي جيم فيتزباتريك يرسم صورة عهد وهو صاحب صورة جيفارا الشهيرة؟ اليس الفنان الصادق هو التعبير عن “الأنا العليا” للمجتمع ؟ من دفع الفنانة الايطالية أليسيا بيلونزي لتجعل من عهد ” موناليزا فلسطين”؟
صورة عهد الوادعة رغم قسوة المشهد وألمه لا تتسق وصورة شايلوك القابعة في ” الانا العليا ” لمجتمع شكسبير وفولتير، للسياسة احكامها وأوزارها ، ولكن للانا العليا مكانة غائرة او متوارية في الروح الجماعية بمفردات هيغل..
إن الشهور الثمانية التي حكم بها شايلوك على عهد تعيد للأذهان في التاريخ اليهودي القديم الاعوام الثمانية لضلالهم في تاريخ أجداد شايلوك والتي جاءت في عصر القضاة بعد فترة ” فنحاس”..
ولعهد التي تجمعني بها صلة القربى وحارات النبي صالح أقول ، ستزيد الشهور الثمانية في زنازينهم صورتك ألقاً، وستكونين انت وابن قريتنا محمد التميمي وكل المضحين وساما على صدر النبي صالح، فقد دخلتما التاريخ ولن يخرجكما منه قرصان مسلح او نسخة ثانية من شايلوك…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى