عندما يكون الوطن فضفاضا على اصحاب المناصب

عندما يكون #الوطن فضفاضا على اصحاب #المناصب و القابعين على #كراسي_المسؤولية

بقلم : المهندس محمود”محمد خير” عبيد

للأسف اصبحنا نعيش في زمن اصبح الوطن بعزته و كرامته و طموحاته و مشاريعه سواء السياسية, الأقتصادية, الفكرية, الأجتماعية اكبر من حجم القائمين عليه بحيث اصبحنا نرى اقل ما ننعتهم به هواة في نوادي السياسة اذا لم يكونوا اقل هم من يتحكموا اليوم بمفاصل الوطن بعد ان كان هذا الوطن العظيم يدار منذ انشائه من اقطاب سياسة و علم و فكر و خبرة يشهد لها القاصي والداني على مستوى العالم حيث كنا نجد بصماتهم الطيبة في كل مكان, لنجد الوطن يغرق كل يوم في مستنقع جديد للترهل و التخبط بحيث اصبحت اهم ركائز الدولة تدار سواء السلطة التشريعية او التنفيذية من قبل مبتدئين او ما زالوا يحبوا في حضانات السياسة و الأقتصاد و لم يصلوا بعد حتى الى مصاف المراهقين السياسيين او الأقتصاديين او الأجتماعيين و ما زالوا بحاجة الى عقود من الدراسة و الألتحاق بمدارس و جامعات الرموز الوطنية من اصحاب الخبرة و العلم و الفكر و المعرفة الذين تبؤا المناصب عندما كانت الرجال الرجال تتبوأ هذه المناصب الذين كانوا بحجم تطلعات الوطن و طموحاته و ليس الهواة الذين يتخبطون كل يوم من خلال قرارات تأبى الرحيل تلقي بظلالها على المشهد السياسي, الوطني, الأقتصادي و الأجتماعي, لا نعلم على ماذا يراهن الوطن باعطائه فرصة للهواة الغيرمتمكنين لا سياسيا” ولا اقتصاديا” ولا وطنيا” ولا اجتماعيا”, من لا نستطيع ان نأتمنهم على ادارة مزرعة و ليس وطن بحجم الأردن و ابنائه الكرام, فها نحن نجد انفسنا ندار من قبل نادي هواة النزعة الشخصية تسيطر عليهم و اعتداهم بارائهم المدمرة و عنجهيتهم و فوقيتهم و مظهرهم المنافق من يدير المشهد بعيدا” عن المصلحة الوطنية و ما يزيد البلاء على هذا الوطن ان السلطة التشريعية المنافقة, الوصولية تريد ان تكسب رضى السلطة التشريعية و تقوم بالتمثيل على الشعب انهم يمثلوهم و غيورين على مصالحهم و مصالح الوطن و هم الغيورين على مصالحهم الشخصية و مظهرهم المخادع و هم من يبصموا على اي قرار يأتي لهم من السلطة التنفيذية و يقومون باتقان المشاهد التمثيلية التي قد تقنع البعض بانهم هم من يقومون بالدفاع عن مصالح الوطن و ابناءه متناسين ان دورهم التمثيلي مكشوف للغالبية من ابناء هذا الوطن و هو التنفيس بعض الشيء عن الأحتقان الذي قد يكون في الشارع و لكن في حقيقة الأمر ما هم الا ممثلين محترفين دورهم في السلطة التشريعية ان يكونوا معارضين بمباركة كريمة ممن سمح لهم ان يكونوا ضمن السلطة التشريعية حيث كان من ضمن الصفقة حتى يكونوا ضمن السلطة التشريعية ان يحافظوا على السقف الممنوح لهم و اي تجاوز سوف يكون مصيره ما حصل مع البعض عندما تجاوز السقف و لم يتبع التعليمات و الأرشادات التي امليت عليه, للأسف حتى الوطن اصبح فضفاض على السلطة التشريعية. و حسرتاه على وطن اصبح حجمه صغيرا” في اجندة و اولويات مسؤوليه, وطن امتلآصدره حزنا” و عينه دموعا” و دفتره ديونا” امام مسؤولين ضاقوا ذرعا” بهذا الوطن و بابنائه الذي لولا وجوده لما كانوا اليوم موجودين في مناصبهم , واسفاه على وطن اعطى للبعض حجما” اكبر من حجمه و هو كان و ما زال و سيبقى قزما” في عيون الوطن, وطن فضفاض على بعض من يمسكوا بزمام الأمور, وطن اصبح حقل تجارب لهواة السياسة و الطب و الأقتصاد و الأجتماع و اصبح الشعب فئران تجارب لقياس مدى تحمله لتجارب هؤلاء الصبية الذين يديرون الوطن سواء في السلطة التنفيذية او التشريعية. اعذرنا يا وطننا ان سمحنا لهؤلاء الهواة ان يقوموا بادارتك, اعذرنا باننا لم نبقي على الأوفياء الأوفياء من اصحاب الخبرة و المعرفة و العلم الذين كان لهم اليد الطولى في بنائك و لم نعد نستأنس بارائهم في ادارتك و تطويرك و نهضتك لأن ارائهم تتعارض مع مصالح و اهواء الصبية الهواة في وقت اراءهم هي البناءة و هم من يعلمون ادق الأمور التي تعمل على نهضتك و ازدهارك, اعذرنا يا وطن بان اصبحت مزرعة نحن ابنائك اصبحنا القطيع الذي يحلب دون ان يسمح له ان يرعى او يستحصل على شيء من خيراتها فاصحاب المزرعة الذين استملكوها و استعبدوا ابنائها و القائمين عليها يريدون ان ينشفوا الحليب حتى يدفعوا ابنائك للهجرة الى مزرعة جديدة تحفظ لهم حقوقهم و تسمح لهم بالرعي في ارضها و الأرتواء من خيرها الذي منع عنهم في وطنهم.

فها نحن اليوم نجد ان على ابنائك يا وطن ان يطربوا اذان المسؤولين بالمديح و النفاق و بان ما يقومون به من مشاريع و تطوير و ما يضعونه من سياسات هي من سوف تنقلك الى القمة و هي في الواقع في العكس هذه الخطط و السياسات الفردية و الشخصنة في اتخاذها و التكبر و الغرور و الأعتداد بالنفس هو ما سوف يأخذك يا وطني الى ما لا يحمد عقباه. فالوطن لهؤلاء الهواة ما هو الا عبارة عن شقة مفروشة مستاجرة لفترة من الوقت بانتظار اللحظة المناسبة للأنتقال الى الشقة الدائمة التي اسسوا لها خارج حدودك يا وطني بعد الأنتهاء من حصد مواردك و ايداعها في مصارف و بنوك الشقة الدائمة من اجل ان يعيشوا هؤلاء الهواة و اولادهم و احفادهم رغد العيش في شقتهم الدائمة على الخير الذي حصدوه من خيركي يا ارض الخير. نعم يا وطني لقد اصبحت بمثابة شقة مفروشة مؤقتة للكثيرين ممن يتبوؤن المناصب فيك يا وطني و هم من سوف يغادروك عندما ينتهي دورهم في تدميرك و الأنقضاض على نهضتك و على حلم الأباء و الأجداد في بناء وطن حر, كريم, مشرقي الهوا, يحفظ ارثهم و تضحياتهم و يحفظ كرامة ابنائه.

يا وطني فلتنفث من هم ليسوا بحجمك و حجم تطلعاتك و طموحاتك و طموحات ابنائك المخلصين من اجل ان تعيد القك بان تأتي بمن يسعى لبناء وطن والتقدم بك و بابنائك على مختلف أعراقهم وانتماءاتهم وطوائفهم و نقلهم الى مستقبل زاهر يكفل تفعيل ارث هذه الأرض المباركة الحضاري والثقافي الذي يميزها على امتداد تاريخها. الوطن الذي نريده جزأ لا يتجزأ من المشرق الحر المتقدم والعصري و الحضاري. وطن تكون مؤسساته ترتكز الى العدالة و المشاركة في اتخاذ القرار بعيدا” عن مجلس الدمى و البصيمة الذين يساهموا في تدمير منظومة الوطن السياسية, الأقتصادية و الأجتماعية , وطن قائم على الأحتكام لكرامة الأنسان و حريته في الوجود و التعبير يستند الى وعي ابنائه و ايمانهم بان من سوف ينهض بهذا الوطن هو الأحتكام للدولة المدنية التي تؤمن بان جميع ابناء هذا الوطن متساوون بالحقوق و الواجبات بغض النظر عن اصلهم و عرقهم و دينهم و للجميع الحق في تبوأ كافة المناصب طالما لديهم القدرة على العطاء باخلاص و تفاني و تقديم مصلحة الوطن على كافة المصالح الأخرى. نتطلع الى وطن و الى منظومة سياسية, اقتصادية و اجتماعية تنتمي و تؤمن بهذا الوطن و ارضه و خدمة شعبه هدفهم الأول بعيدا” عن المحسوبية و المحاباة و الفساد و الخيانة و تعمل على التعاطي بكامل المسؤولية مع مكتسبات هذه الأرض الطيبة و تطلعات ابنائها.
لقد حان الوقت و قبل ان تقع الفاس بالراس ان ننفض الهواة عن مناصبهم و ان نأخذ من بين ايديهم الدمى التي يلعبون بها و يصدرون من خلالها كل يوم فرمان جديد لا يقدرون نتائجه, متخذين عشرة ملايين انسان عينة للهو بهم و بارواحهم و يتاجرون بحرياتهم و بقرارهم مؤمنون بان ابناء هذا الوطن ما هم الا قطيع في مزرعتهم و فئران تجارب عليهم الأحتكام لأوامرهم و قراراتهم, فليس لهم رايي او حرية تعبير او قبول او رفض قرار عامل المزرعة.

سوف ينهض وطننا من جديد وتتجددمعه ثقتنا التي لا يستطيع أحد ان يزاحمنا عليها حتى هؤلاء الصبية الهواة الذين هم كانوا و ما زالوا و سيبقوا اصغر من هذا الوطن الطيب الكبير بابنائه و بالمخلصين من اجل نهضته..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى