عندما يسقط الوزير!!
الدكتور #محمود_المساد
ليس من حق الوزير – أي وزير – أن يهشم صورة نموذج الوزير التي هي من متطلبات وظيفته. كما ليس من حقه أن يترك منظومة قيمه الأساسية حبيسة أدراج منزله، أو أفقه الضيق فترة طويلة. لا نريد أن نقيس أو نقارن صورة الوزير بالمطلق مع صورة نماذج أردنية وعربية وعالمية، أو ربما بصورة متطرف مثل: “بن غفير ” الذي يخلع قيمه كما يخلع الأحمق حذاءه ويمشي حافيا، أو نقارنها بصورة المتحذلق الأبله الذي يصف أبطال الأمه ومجاهديها بالارهابيين، بحجة هكذا طُلب مني. بل عليك أيها الوزير إن نسيت أنك وزير، وأنك قدوة، وأنك يُحتذى بك من كثيرين، أن تتذكر على الأقل أن هذا الموقع كان يشغله يوما ما، رمزٌ يشار له بالبنان، فلا تُقزمه بحجة التنوير، والانفتاح، وهجر الثقافة البالية، ولا من أجل التزمت والجمود وأنت من أنت!!
هناك صور محترمة لرموز في المجتمع…منها موقع الوزير – أي وزير- وفي أي بلد في العالم يقيس عليها الناس سلوكاتهم، ويبنون عليها أحلامهم، وفي عتمة من الليل، وغفلة من الزمن يصبح السفيه تاجر قيم، والجبان التائه تاجر بندقية، ويعتلي القزم بمساعدة آخرين سدة موقع الوزارة، وهنا لمن يفهم أحد خيارين: إما استمرار في الغي، أو صحوة واعتدال وارتقاء لمستوى الموقع كي لا يهبط الموقع بصاحبه إلى درك مُذلّ.
ولمّا كانت الشمس لا تتغطى بغربال، ولا يحتفظ ذات الغربال بالماء، فإن المواقف العادية التي تتطلب حدوداً دنيا من كفاية الرجال تصبح غير قادرة على الاحتفاظ بهم، لا بل ويسقطون بطرائق فاضحة مضحكة تدوي!!! أنهم أقزام.
شهدنا نماذج عالمية لوزراء مثل:كيسنجر، وسيرغي لابروف ،وعلى المستوى العربي والأردني نماذج من أمثال: عمرو موسى،وشفيق رشيدات، وعبد الله الريماوي، ومضر بدران، وعبد الرؤوف الروابدة، وعبدالكريم الكباريتي، وذوقان الهنداوي.. إلخ، فما بالنا اليوم أيها الناس نشهد عصر الأقزام، الذين يتعمدون ويتشدقون بعلاقتهم ب”فوق” وهم من ذلك براء ….وينسون أن الوزارة خدمة إجبارية!!
لك الله يا وطني