عندما يخسر الجميع
تزاحمت #الأفكار في ذهني وأنا أتأمل الآية القرآنية من سورة البلد (لقد خلقنا الإنسان في كبد) صدق الله العظيم
واستطردت بي الأفكار تاركاً خلفي كل ما يخطر على بال أحدكم من #أوجاع ، #أمراض ، #أسقام وغير ذلك الكثير الكثير من #شقاء #الدنيا لأقف عند الغربة التي لا يوجد بيت من بيوتنا إلا ويعاني من آثارها سواءً كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
فالمغترب يترك بلده إما طالباً لعلمٍ أو مالٍ أو لسبب سياسي أو اجتماعي وبجميع الأحوال تبدأ رحلة الاغتراب على أمل العودة بعد سنة أو بضع سنوات . لكن الوقت يمر وتمضي معه أيام العمر ، فأحدهم تحدثه نفسه بالعودة لبلده لكنه يؤجلها للعام القادم ريثما يرتب أموره بشكل أفضل لتتكرر العملية ذاتها لسنوات وسنوات وربما يفارق الحياة وهو لا زال يفكر بالعودة .
نعم شيء محزن ومؤلم لا يشعر به إلا من اكتوى بنار الغربة .
#الخسارة مركبة فليس بالمال وحده تكون الخسارة فهناك أشياء أخرى نخسرها غير المال مثل ذكريات الطفولة التي نحِنُّ لها كلما عنَّ على البال مسقط الرأس ناهيكم عن خسارة الصحة التي تتلاشى يوماً بعد يوم وتلك العلاقات الاجتماعية التي حُرمنا منها لتحل محلها تكنولوجيا خالية من المشاعر والحنان حتى الصوت والصورة والحركات فيها لا تضاهي مثيلاتها في الواقع .
نعم يا سادتي فالخسارة تعم الجميع سواءً كنا خارج #الوطن أو داخله لكن بالنهاية الخاسر الأكبر هو الوطن .