عندما “يجمرك” النجاح

مقال الاحد 21-2-216
النص الأصلي
من الخارج : “تابلو” شبح..”أضوية” غواصة..”ستوبات أس500″..اضاءة “زينون”..”سيستم” 2016…لكن عندنا تفتح غطاء الماتور تكتشف أنه ..ماتور 200لف موديل الــ77!…هذه هي حكومتنا…من الخارج كل شيء يلمع ويبدو عصرياً لكن “ماكنة التشغيل” بتخلط مي و زيت…
***
قبل سنتين كتبنا عن مخترع أردني ،اتخذ غرفة من بيته الريفي كمشغل ومختبر تجارب ،شغفه بالاختراعات كان يجعله يصرف من راتبه على اختراعاته ويقدّمها للجهات الحكومية على الطريقة اليابانية آملاً ان تستفيد الدولة بواحدة من اختراعاته الصناعية الكثيرة وتساهم في النهضة ، لكنه كان يتفاجأ في كل مرة برفضها من قبل موظف تم تعيينه بالواسطة، يجلس على طاولة خشبية قديمة بيده فنجان قهوة وسيجارة بحجّة عدم جدواها الاقتصادية ، طبعاً هذا اذا لم يحوّله الى مادة للسخرية للمراجعين وزملائه الموظفين…هذا الرجل “المخترع” وباجتهاد شخصي تقدّم لجائزة دولية في دولة الكويت قبل ست سنوات…وقد فاز بالمركز الثاني بالجائزة على مستوى الشرق الأوسط..ذهب لاستلام الجائزة وحضور التكريم هناك ، وفور عودته الى الوطن اكتشف انه تم حسم 92 ديناراً من راتبه بسبب غياب 6 ايام عن عمله بدون عذر رسمي…رغم انه قدّم طلب الإجازة لمسؤوليه آنذاك..الا أنهم فضّلوا ان يباركوا له الانجاز على طريقتهم الخاصة.
**
ولأن الإبداع لا يخبئ نفسه ، وعلى نفس الطريقة والمذهب في الكفاح “المسلح بالصبر”… فقد سطع نجم فيلم “ذيب” في المهرجانات الدولية وترشّح الى الأوسكار بقوة بعيداً عن العيون الرسمية ، العالمية التي ارتدت”الثوب البدوي” كانت بجهود ذاتية ،وإمكانيات فردية ، وبتسويق ذاتي ،ودعم ذاتي ، لم تقف الدولة “بماكينتها” الإعلامية ولا الدعائية وراء دعم هذا الفيلم كما تفعل باقي الدول ،و مع ذلك شق الفيلم طريقه بثقة وثبات ونافس على منصات الجوائز العالمية…كان آخر وأحلى ثمار هذا النجاح ان حصد مؤخراً جائزة أفضل فيلم روائي في جوائز “البافتا” البريطانية..إدارة “البافتا” قامت بإرسال الجائزة إلى أصحابها في الأردن عبر البريد “صنعة الناس الواصلة”…فقامت الحكومة بمباركة “الانجاز” على طريقتها الخاصة بأن دفعّت الفائزين “97” ديناراً بدل جمرك…ولسان حالها يقول : جائزة ذيب؟..أسد؟..جرو؟ ..ابو بريص؟ أبو السفايف ما بفهم….المهم بدكو تحطوّا الــ”97″ ليرة…

اختصار الموضوع ..هذه “الجمركة” إن دلت على شيء فهي تدلّ على شيء واحد… ان حكوماتنا لا تحب الأفلام ولا تدعم الأفلام ولا تؤمن بالأفلام ولا ترعى الافلام…هي فقط شغل”سحب أفلام”..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. القانون قانون ، في امريكا الحاصلين على الميداليات الذهبية في الاولمبياد بدفعوا عليها ضريبة، المشكلة بس يا ريت نصل لمرحلة كلنا نحترم القانون ويتم التطبيق على الكل

    1. نعم القانون قانون
      بس القانون اللي بتحكي عنو بالغرب غير
      الغرب لما واحد يحقق انجاز بقدروه و بخلوه بطل قومي و بحاولو يساعدوه ليستمر بالنجاحات
      يعني يا عمي زي ما بياخذو بيعطوا
      بس يا حسرتي احنا عنا لما يوخذو منا شو بيعطونا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. ليست حكومة جبايه…..
    للعلم سيد أحمد لو قمت بدفع ضريبة المسقفات بعد 10دقائق عدت لتدفعها مره أخرى لقبض منك الموظف المبلغ مرة أخرى رغم انه مدفوع ليصبح امانات
    الشاهد في الموضوع أن مؤسسات الدوله موجهه للقبض فقط

  3. هههههههههههههه .. كمان مره لااااااااااااا تعليق .. يا زم اترجاك ما تنهي مقالك بجمله ساخره, لانها تضحكني وتنسيني الفكره اللي كونتها للرد على كلامك .. بس الصراحه الصراحه .. انت انسان راااااااااااااااااائع بكل حالاتك .!

  4. والله انها معلومات تدمي القلب وتطيح بالامل وتنشأ الياس وتدني الجبين وتذيب في الحلوق علقما مرا لا ينتهي طعمه وتسدل ستارااسودا في العيون تتوارى خلفه الشمس خجلى من أفعالنا ومن استهتارنا وخيانتنا لاوطاننا ولعلمائنا ومخترعينا وللمتفوقين والناجحين ليس فقط على مستوى الجمركة لا بل اننا ندفن النجاح حيا ….الى متى ؟؟؟ اللهم يا الله نجنا مما نحن فيه وارحمنا واحفظ علينا الوطن وكل من اراد به خيرا……

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى