عندما تصبح السدود . . سلاحاً

عندما تصبح #السدود . . سلاحاً

محمد حسني #نغوي

تفجير سد #كاخوفكا وما نتج عنه من تبعات، يجب أن يدق ناقوس #الخطر بالنسبة للبلدان التي فيها مثل هذه السدود العملاقة، ومنها بعض البلدان العربية، والتي تعتمد زراعتها وصناعتها على الموارد المائية والطاقة الكهرومائية التي توفرها هذه السدود العملاقة.

على دول مثل مصر حيث السد العالي الذي يعتبر الخزان المائي الرئيسي العملاق الذي تعتمد مصر بوجودها عليه، وتركيا وسدها العملاق أتاتورك ومعها جارتيها سوريا والعراق، وكذلك اثيوبيا وسد النهضة العملاق التي أنشأته على بعد فقط (10) كم من الحدود السودانية، هذه الدول جميعها عليها أن تدرس ما جرى لسد كاخوفكا الاوكراني بكل عناية، وأن تأخذ العبر والدروس منه، لأن تفجير سد كاخوفكا أعطى مؤشرات خطيرة جداً وهي:

مقالات ذات صلة
  1. إن السدود العملاقة غير محصنة من التدمير
  2. إن تدمير السدود العملاقة لا يحتاج إلى قنابل نووية كما كان يشاع سابقاً بل أمكن تدمير سد كاخوفكا بأسلحة تقليدية
  3. إن السدود العملاقة في وقت الحرب تشكل هدفاً ونقطة ضعف للدولة
  4. إن امكانية تأمين وحماية السدود العملاقة من الهجمات هو أمر شبه مستحيل نظراً لضخامتها
  5. إن إنهيار السدود العملاقة يؤدي إلى دمار للتجمعات السكانية والصناعية والبنية التحتية وجرف وتخريب للأراضي الزراعية
  6. إن تأثير انهيار السدود العملاقة يحتاج إلى سنوات عديدة لتجاوز تبعاته

فلو تعرض السيد العالي في مصر “لا قدر الله” إلى التدمير سواء بفعل هجوم عسكري أو ظاهرة طبيعية مثل الزلازل المدمرة، فإنه سينتج عنه “بدون مبالغة” جرف لكامل الوادي الضيق الممتد من السد الى الدلتا المصرية والبحر المتوسط، وسيدمر حياة (100) مليون مصري، وما جرى من دمار في أوكرانيا لن يكون سوى وخزة دبوس مقابل ما ستتعرض له مصر “لا قدر الله”؟

عندما يتم بناء #السدود_العملاقة فإنها تبنى لأهداف منها توفير المياه بكميات وفيرة طوال العام للزراعة وللاستخدامات الصناعية والبشرية وبخاصة في فصل الجفاف، وكذلك توليد الطاقة الكهرومائية الرخيصة والتي اصبحت تعتمد عليها تلك الدول، وايضا رفع مستوى مياه النهر خلف السد مما يجعله صالحاً للملاحة للقوارب والسفن.

البديل عن انشاء السدود العملاقة يكون بإنشاء العديد من السدود الاصغر حجماً على نفس المجرى النهري إن أمكن، وفي حالة مصر يجب التفكير في فرضية تدمير أو دمار السد العالي وبغض النظر عن الوسيلة، وهنا فإنني من دراسة خارطة جغرافية مصر أقترح لتقليل الخسائر وليس لمنعها القيام بإجراءات لتحويل مجرى الفيضان في حال انهيار السد العالي (الخريطة المرفقة) وذلك كما يلي:

  1. يوجد في شمال غرب مصر منخفض القطارة الجاف، وهو منخفض طبيعي دون سطح البحر يشبه الى حد ما منخفض البحر الميت.
  2. إنشاء قناة تحويل من منطقة توشكي على بحيرة السد العالي إلى الصحراء الغربية لتصريف جزء كبير من مياه البحيرة إليها وهنا ستتجه المياه طبيعياً بفضل مناسيب الأرض إلى الشمال الغربي من الصحراء الغربية إلى منخفض القطارة.
  3. إنشاء قناة تحويل لمجرى النهر في منطقة شمال أسيوط إلى جهة الغرب لأن الارض هنا منسوبها ليس مرتفعاً وحال تجاوز الارتفاع البسيط إلى غرب مجرى النهر ستنساب مياه الفيضان طبيعياً إلى منخفض القطارة.
    إن السدود العملاقة هي سلاح ذو حدين، فمن جهة هي في وقت السلم ذات فوائد عظيمة هائلة تساعد في تنمية الدولة، ولكن في وقت الحرب تصبح سلاحاً في يد أعدائها ونقطة ضعف كفيلة بتدمير جزء كبير من الدولة . . أو تدميرها بشكل كامل لا قدر الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال على قدر كبير من الاهمية، وهو يذكر فيه المخاطر التي يمكن ان تهدد امن الدول التي تمتلك السدود العملاقة، ليس فقط في حالة الحرب، وإنما أيضاً من اعمال ارهابية يمكن ان تكون هدفاً يصيب مقتلاً لأية دولة. كما وان طرح الكاتب الكريم للحلول العملية للوقاية من وقوع كهذه الكارثة، يمكن ان تكون محل دراسة ومراجعة حقيقية عند بناء السدود، وخاصة ما تفضل به فيما يخص السد العالي في مصر. كل الإحترام للكاتب الكريم.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى