عناد أم قلة رشاد / عمر عياصرة

عناد أم قلة رشاد

يعجبني السؤال الذي طرحه محمد داودية في مقدمة مقالته أمس حين تساءل: لماذا لم يتراجع الدكتور هاني الملقي عن مشروع قانون ضريبة الدخل المعدل؟ هل هو عناد أم قلة رشاد؟
ثم واصل داودية طرح التساؤلات ليقول لنا: هل يوجد أي سياسي عاقل في الأردن وفي كل العالم يغامر بسمعته السياسية والشخصية والوطنية وبحياته السياسية، على نحو ما يفعل الملقي، لو أنه يستطيع ألا يغامر ولا يفعل ما يفعل؟
أنا شخصيا أرى أن القضية بعد موقف النقابات وإضرابهم، ومن ثم تراكم الاحتجاجات لتصل لكل المناطق، لم يعد العناد اقتصاديا بحتا، فقد دخل عليه السياسي ولم يعد عناد الملقي مستقلا بذاته.
ما أخشاه أنهم لا يرغبون بإعطاء الشارع أي تنازل يشعره بالقوة، وأظنهم يعتقدون أن نجاح التظاهرات بنيل المطلوب، سيجعله يشعر بالنصر ويطالب بالمزيد.
انظر مثلا لما صرح به نقيب الصحفيين الأردنيين، الأستاذ اللماح راكان السعايدة، فقد قال “ببسالة” (ليست مكاسرة)، وأظنه شعر أن الدولة لا تريد أن تشعر بأنها مغلوبة.
من هنا أقول، أتمنى على المرجعيات، الخروج من منطق “الغالب والمغلوب”، فالجميع في ذات المركب، وهذا المنطق سيكون وبالا وضررا على البلد. الاستجابة للمتظاهرين قوة وحكمة وشجاعة، بل يمكن أن اذهب الى ابعد من ذلك بالقول إنها فرصة للدولة كي ترمم علاقتها المكسورة مع الشارع، وتبدأ معه اقتصاديا وسياسيا من جديد.
نعم الأردن، في عين العاصفة والاستهداف، وهو أحوج ما يكون الى جبهة داخلية متماسكة، وكذلك هو ابعد ما يكون عن الحاجة لغضب الشارع وخروج الناس إليه.
إذا أمام الدولة تحد كبير، يمكن تحويله الى فرصة يمكن من خلالها تعميق الحب في البلد، ومواجهة كل الملفات، فالعناد لا ينفع وما أحوجنا الى الرشاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى