
سواليف – فادية مقدادي
أمهلت لجنة الطاقة والثروة المعدنية النيابية وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي ، والهيئات التابعة لها وشركات الكهرباء بالرد على عدد من التساؤلات خلال مدة زمنية أقصاها 14 يوماً.
وقال رئيس اللجنة النائب المهندس هيثم زيادين، أمس الأحد ، أن اللجنة طالبت بتزويدها بتوضيحات حول التصريحات المنسوبة إلى وزيرة الطاقة والمتعلقة بتصدير الطاقة إلى دول الجوار وأوروبا إضافة إلى حديثها حول توفير قطاع الطاقة المتجددة 35 الف فرصة عمل.
وأشار إلى أن تصريحات الحكومة حول قطاع الطاقة ووجود فائض يقدر بـ1400 ميغاوات من الكهرباء ومحاولة تصديرها للخارج أحدث إرباكاً لدى الرأي العام، متسائلاً لماذا لا ينعكس فائض الكهرباء على فواتير المنازل والقطاع الاقتصادي التي تشكل الطاقة تحدياً لها مثل القطاعات الصناعية والسياحية والمستشفيات والزراعة وغيرها.
تصريحات وزيرة الطاقة حول تصدير الكهرباء لأوروبا ودول الجوار ، والفائض من إنتاج الكهرباء ، تتناقض كثيرا مع ما يتم التصريح به من ارتفاع مديونية شركة الكهرباء الوطنية ، فكيف لشركة مديونة بالمليارات أن يكون عندها فائض في الانتاج معروض للتصدير ، وكيف لشركة ان تصدر الكهرباء ، وتتصاعد مديونيتها سنويا ، وكيف لشركة الكهرباء أن تدعي ان مديونيتها تتصاعد وتزداد ، وما يتم تحصيله من أثمان الكهرباء وبتد فرق المحروقات ، مبالغ كبيرة جدا ، ينبغي أن يتم من خلالها تسديد مديونية شركة الكهرباء التي تتحدث عنها وزارة الطاقة .
لجنة الطاقة النيابية أمهلت الوزيرة زواتي 14 يوما للإجابة عن تساؤلات الشعب وتساؤلات النواب حول ما ذكرته ، لكن الشعب لم يمهل زواتي ، فقد اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي التعليقات الساخرة ، والاستهجان الكبير من حجم الاستهبال والاستغفال الحكومي ، ومحاولات الضحك على ذقون الأردنيين ، الذين لا تمر عليهم اي تصريحات ولا تلميحات مرور الكرام ، حيث أمطروا الوزيرة بوابل من التعليقات ومزيد من التساؤلات ، بل والتمنيات ان يعطيهم الله طول العمر كي يروا تصريحات الوزيرة أن يتحول الأردن إلى دولة نفطية مستقبلا ، واقعا ملموسا .
“صيت غنى ولا صيت فقر ” .. ” حلم الجائع بالوليمة الكبيرة ” .. ” احلموا حتى وإن لم يتحقق الحلم كسبنا متعة الحلم ” .. ” الفقير يحلم بسوق الخبز ” … ” اسمع وحط بالخرج ” .. ” احترموا عقولنا ” … ” حسنوا وضع المواطن أولا ثم صدروا ” .. ” أضغاث أحلام زواتي ” .. ” ما دام عندكو كهربا زياده ليش بتضلو تفصلوها عنا كل شهر ؟ ” … وغيرها الكثير من التعليقات والتعقيبات .
لكن .. ومن خبراتنا كأردنيين في تصريحات الحكومات المتعاقبة ومحاولات التخدير المتزامنة مع الحال الصحب والوضع الاقتصادي والمعيشي المتدهور للمواطن الأردني ، والذي لا يسلم من ضرائب جديدة كلما لاحت الفرصة للمسؤولين ، لا يسعنا إلا أن نقول أن صناعة الوهم والأحلام الزائفة ، لا تطمئن المواطنين ، والآمال البعيدة عن الواقع ستتكسر حتما على صخوره وعلى رؤوس المواطنين ، لينتج عنها المزيد من الإحباط واليأس ، واتساع الهوّة بين المواطن والمسؤول ، والمزيد من فقدان الثقة بالحكومة .
قبل أن تبشر الوزيرة بتصدير الكهرباء ، ليتها بشرت المواطن بشطب بند فرق أسعار المحروقات التي أنهكت فاتورته الشهرية واستنزفت راتبه ومدخوله ، وليتها بشرت المواطن بالكشف عن لغز تسعيرة المحروقات التي قصمت ما بقي من فقرات عموده الفقري .
والتصريح الأغرب للوزيرة زواتي ، ما تحدثت به حول تصدير الطاقة الكهربائية للسعودية نهارا واستيراد الطاقة التقليدية منها ليلا ، حيث تساءل خبراء في الطاقة ، كيف لدولة مثل السعودية ، أن تستورد طاقة من الأردن بأسعار اعلى من الطاقة التي تنتجها ، فالسعودية لديها اكثر من 80 محطة توليد كهرباء من ضمنها أكبر محطة لتوليد الكهرباء في العالم ولديها أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة سواء من الشمس أو الرياح ومؤخراً حصلت السعودية على المركز الأول في العالم في أقل سعر منتج ومثبت من الطاقة الشمسية وبسعر ٧ هللات …؟؟ّ!!!
صدقينا يا معالي الوزيرة ، جميع أنواع التصريحات المخدرة ، لا تزيل الوجع ولا تشفي المرض .
ومرض الأردن ، فساد وصل الى العظم .