عمرها 5 آلاف سنة .. تعرف على أقدم شجرة زيتون في فلسطين / صور

سواليف
في المشهد الفلسطيني الماثل اليوم في الضفة الغربية نتابع عمليا حروبا إسرائيلية مفتوحة ضد الانسان والحجر والشجر، ولعل الحرب الاحتلالية ضد شجرة الزيتون الفلسطينية هي الأشد ضراوة في هذه الأيام، كونها رمزا للارض والشعب والذاكرة والتاريخ والاقتصاد والصمود…!
فالذي نشهده هناك على امتداد مساحة الضفة حربا إسرائيلية شاملة على عائلة الزيتون الفلسطينية، حيث يحترق”النفط الاخضر” الفلسطيني بنيران المستوطنين وجنود الاحتلال، وحيث تتحول مواسم قطف الزيتون الفلسطيني إلى مواسم رعب وقتل ودماء… وتتحول الشجرة المباركة إلى ضحية للاقتلاع والتدميرعلى يد لصوص الارض والتاريخ…
وحسب الشهادات الفلسطينية فإن الاحتلال يستهدف نوعا خاصا من شجر الزيتون يزيد عمره عن عمر أقدم تاريخ مكتوب لليهود في فلسطين، فأخذت الأرض تبكي أصحابها واشجار الزيتون تتناثر أشلاؤها تحت التراب تحت وطاة جنازير الدبابات واسنان الجرافات، وتؤكد الشهادات والتقارير أنه لم تشهد شجرة في التاريخ حربا شرسة وعداءا مستحكما كما تشهد شجرة الزيتون الفلسطينية، فهناك آلالاف من أشجار الزيتون يجري اقتلاعها من جذورها بدقة متناهية ومن ثم يجري سرقتها ونقلها إلى”إسرائيل”على وجه السرعة.
وتحدث تقرير صادر عن مركز العمل التنموي”معا”، عن سرقة الاحتلال لأشجار الزيتون، وخاصة المعمرة منها، والتي لم تسلم من قطع وتدمير وسرقة لثمارها، والأخطر تنفيذ مخطط نسب تلك الشجرة إلى تاريخ الشعب اليهودي، واعتبارها بما يسمونه رمزا لوجودهم في الأراضي المحتلة، وذلك عبر سرقة الأشجار الرومية، سواءً من خلال اقتلاعها المباشر، او عبر طرق اخرى.
وفي سياق هذه اللصوصية الصهيونية، قامت مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدين على طول الجدار الفاصل المحيط ببلدة قطنة بحرق عدة أشجار زيتون رومية معمرة يبلغ عمرها مئات السنين، وذكر مجلس قروي قطنة أن الجنود، وعلى مرأى ومسمع المواطنين، قاموا بتجميع الأعشاب اليابسة والحطب ووضعها داخل جذع الزيتونة أو ما يعرف بـ(طابون الزيتونة)، وأشعال النار فيها”.
وفي هذا السياق أيضا تأتي حكاية اقدم واكبر شجرة زيتون بفلسطين يستهدفها الاحتلال، وحسب تقرير فلسطيني فإن أهالي قرية الولجة غرب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية يعتزون برعايتهم لما يقولون إنها أقدم وأكبر شجرة زيتون بفلسطين، وقد خصصت وزارة الزراعة الفلسطينية موظفا ليرعى الشجرة التي يتناقل الأهالي بشأنها الحكايات والأساطير، وتختلف التقديرات حول عمر الشجرة، حيث ينقل البعض عن خبراء دوليين أن عمرها يزيد على ثلاثة آلاف عام، في حين قدر آخرون عمرها بخمسة آلاف عام، ويتفق الجميع في كل الأحوال على أنها أقدم وأضخم شجرة زيتون في فلسطين، ويقول المسؤول عن الشجرة صلاح أبو علي “إن ملكيتها تعود لابن عمه داهود أبو علي الذي ورثها عن والده محمد حسين أبو علي، وهو يؤكد أن لها ميزات خاصة أهمها أن زيتها مميز ولونه يشبه السمن، وإن كانت قلة الأمطار في السنوات الآخيرة قد أدت إلى تراجع إنتاجها.
أما السكان فيطلقون على الشجرة اسم “شجرة البدوي” نسبة لشيخ صوفي كان له أتباع بفلسطين واسمه الشيخ أحمد البدوي، ولد في المغرب وتوفي في مصر عام 267هـ، ويتناقلون الحكايات حول كرامات ينسبونها له.
من جهته يوضح سكرتير مجلس محلي الولجة مجدي أبو التين أن الشجرة تغطي مساحة لا تقل عن سبعين مترا وتنتشر جذوعها لمساحات أوسع، موضحا أن خبراء يابانيين قدروا عمر الشجرة بعد الفحص قبل سنوات بنحو خمسة آلاف سنة، ويتحدث أبو التين عن أساطير انتشرت حول هذه الشجرة، كما يشير إلى روايات غير مؤكدة بأنها أنتجت في بعض السنوات نحو طن وربع الطن من الزيتون، لكنها هذه الأيام لا تنتج إلا نحو 350 كيلوغراما.
ولكن مع حلول موسم قطف الزيتون في كل عام، وتزايد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، تتزايد يشير مخاوف السكان من استيلاء الاحتلال على الشجرة خاصة بعد قراره مصادرة مساحات من الأراضي في محيط البلدة لصالح الجدار الفاصل وتوسيع القدس المحتلة.
وتشير التقارير الفلسطينية إلى ان جرافات واليات عسكرية اسرائيلية ضخمة تقوم بعمليات تجريف واسعة النطاق في أراضي قرية الولجة من أجل استكمال جدار الفصل العنصري الذي يحيط بالقرية.
وتبقى الأرض الفلسطينية تبكي أصحابها… وشجرة الزيتون تئن تحت وطأة جنازير الجرافات الاحتلالية وتتناثر أشلاؤها تحت التراب في كل دقيقة تقريبا، أو تسرق وتنقل للتهويد في فناء إحدى المستعمرات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى