
قال رئيس مركز علاج الإدمان التابع لإدارة مكافحة المخدرات المقدم يزن الشاعر إن المركز هو أحد المهام الإنسانية لمديرية الأمن العام، في وقت لم يكن فيه مراكز لعلاج الإدمان، مؤكدا أنه انطلاقا من حرص مديرية الأمن العام وإدارة مكافحة المخدرات والشركاء في المجتمع المدني فقد جرى العمل على مكافأة مجموعة من المتعافين من خلال تنظيم رحلة عمرة إلى الديار المقدسة، وكانت هذه المكافأة تحمل رسالة مفادها أن المجتمع يقف معهم ولا يُنكرهم لمجرد أنهم سلكوا طريق الظلام وتعاطوا المخدرات في يومٍ من الأيام، وأن العودة إلى الطريق الصحيح ممكنة.
جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “لا للمخدرات” الذي يبث عبر أثير إذاعة الأمن العام ويقدمه المقدم نبيل الرواشدة، وبُثت الحلقة من داخل مركز علاج الإدمان، وخُصصت للحديث عن رحلة عمرة نظمتها مديرية الأمن العام للمتعافين من إدمان المخدرات، تكريما وتشجيعا لهم على ترك هذه الآفة ونبذها إلى الأبد.
وأضاف الشاعر إن إدارة مكافحة المخدرات لا تقتصر فقط على ضبط الأشخاص من الناحية الأمنية، لكنها تمتد إلى الجوانب الإنسانية والاجتماعية، وهذا هو الهدف الأساسي لمديرية الأمن العام من إنشاء هذا المركز، مضيفا أن مديرية الأمن العام أرادت من خلال هذه المبادرة التأكيد على أنها ليست جهة ضبط وحسب، بل أيضا مؤسسة وطنية إنسانية حريصة على حفظ النفس البشرية. وأضاف أن مديرية الأمن العام أرادت من خلال من رحلة العمرة أن تقول للمتعافين “نحن نؤمن بكم، ونقف بجانبكم ونحتفي بعودتكم للحياة الطبيعية”.
بدوره، قال بلال روبين، مالك شركة روز للسياحة والسفر التي أوفدت أول رحلة للمتعافين على نفقتها الشخصية، إن “الفكرة جاءت كون هذه الفئة بحاجة لدعم نفسي ومعنوي وهي فئة مجروحة، ومن وجهة نظري أن المتعافي كان في معركة وانتصر بها، ولذلك يجب دعمه وتحفيزه، فالتعافي ليس النهاية ولكنه بداية حياة جديدة”. وأطلق روبين خلال استضافته مع المقدم الرواشدة مبادرة “عمرة الأمل للتعافي” ليكون إيفاد المتعافين لتأدية مناسك العمرة دائمة ومستمرة.
وأكد روبين أن إدمان المخدرات آفة لا يجادل بها عاقلان، لكن التفكير والنظرة المجتمعية تجاه المدمنين آفة هي الأخرى، فهؤلاء مرضى، ويحتاجون لتكاتف الجهود حتى يعودوا من الظلمات إلى النور، مشددا على ضرورة أن يتبنى القطاع العام ممثلا بوزارات الصحة والأوقاف والتنمية الاجتماعية بالأضافة إلى القطاع الخاص ممثلا برجال الأعمال وأصحاب شركات الحج والعمرة والمحسنين مبادرة “عُمرة الأمل للتعافي”.
وعن الانطباعات حول شعور المتعافين من الإدمان إثر زيارتهم لبيت الله الحرام وأداء مناسك العمرة، قال روبين أنهم كانوا غاية في الالتزام والانضباط وكانت مشاعرهم مزيجا من دموع الفرح ودموع السكينة والخشوع، لافتا إلى أن المبادرة ستستمر بالتعاون مع مديرية الأمن العام السباقة دائما إلى الخير وإنقاذ الأرواح وإعادة ضبط وتأهيل كل من حرفته نفسه عن جادة الصواب.