عمرالمختار ومصطفي العقاد والرسالة
حضرت وانا صغير هذا الفيلم لعمر المختار وكان مخرجه طبعا مصطفي العقاد وقرأت فيما بعد
عن كل ما كان يكتب وما يقال ومن مول هذا الفيلم التاريخي وكم كلف حقا ودفع مبلغ عشرون
مليون دولار من اجل ان يخرج للناس بشكل عالمي وفريد من نوعه كما هو ويستحق ان نحضره مليون
مرة ومرة وهنا شكر للقدافي لانه اصر علي ذلك ولروحه السلام ايضا كما الثائر الحقيقي وهو يدافع
عن ارضه وشعبه ودفع ثمن ذلك روحه عندما اعدموه امام الناس جميعا ولم يهاب الموت ابدا وواجه بكل
قوة وتحدي ولا اخفي عليكم وانا اكتب هذا الكلام تخيلت مشهد صدام حسين وقت ما اعدموه في صباح العيد
من اجل اظهار الاذلال لهذه الأمة وتركيعها امام مشهد يراه العالم اجمع ولكن موت مصطفي العقاد كان مختلف
تماما وهو رحل عن الحياة بعد تفجير ارهابي مقصود في الوقت المناسب وخوفا من ان يخرج صورة للشرق الاوسط
وهو يحاول ان يتحرر من عباءة الغرب والصهيو امريكية وكان المخطط اكبر بكثير كما نعلم وما حدث في
الربيع العربي كما يسموه هم واستنبطوه من الامل لشعب يعيش ويحيا ويلات الظلمات من الحكام والقهر
وعبر الفساد المستشري في كل الانحاء والاقطار العربية من شرقها لغربها وترحمنا علي البعض هو قيمة
للانسان والروح وان اختلفنا مع بعضهم علي الحكم والعمر اثناء تواجدهم احياء ولكن يبقي الفرق كبير وشتان بينهما
وبين من نذكره ونحترم مواقفه وبين من يبقى حتي الآن يحكم ولا يمسه سوء لانه راكع تماما للامريكان ويتحالف
مع عدونا بشكل علني وسري ومنذ التاريخ القديم وهنا يحكى ويسرد الكثير عنهم بمن يكشف حقائق تلك الانظمة
والملوك ومن يعينهم ويوصلهم لسدة الحكم المتخلف وهذا ما يبغوه ويريدوه تحديدا لنا
من هنا تأتي صورة الاسطورة في مخيلة كل طفل يريد ان يقاوم ويستمر ويحرر ارضه ولا يرضخ لاي اغراءات ولا نتائج افرازات
وغرائز كما هي تسكن بعضهم وهذه حقيقة علمية يبنى عليها الكثير بدراسة النفس والصراع البشري ونحن العرب هنا
محيرين لكل الفلاسفة في العالم ولكل المؤرخين ولماذا وحدنا دوما ننهزم ونقتل بعضنا ونخون ذاتنا ولم نتوحد بيوما
ورغم كل المشاريع والافكار من قبل ونادر من حاول وجسد مشهد وحدوي كما كان يحلم عبد الناصر علي الأقل وعبر التحدي
كان لهم بالمرصاد مشرق كما شمس بها نور صادق وحقيقي ودافئ بكل ما قام به ورغم الهزائم كان محبوب ولانه يعزف
خارج السيمفونية المتعارف عليها ويغرد خارج السرب وحيدا وهكذا كان الغرب يراه خطرا قادم علي فتاة عاهرة استقدموها
من اوروبا واحضروها لهنا ليكفروا عن ذنب لسنا فيه وفلسطين دفعت الثمن وحيدة وهذا يحتاج لمليون دراسة من جديد
ومن المسؤول الحقيقي عن ذلك و هي بريطانيا ام من سبقها في حكم الخلافة العثمانية مثلا وهيأ قدوم اليهود لفلسطين
ومن بعدها تاتي الحكاية والرواية عبر التاريخ المؤلم لنا وعبر النكبة والنكسة وما توارث فينا حتي يومنا هذا
ويبقي السؤال بكل اختصار اين وصلنا علي مدار قضيتنا ونحن عشنا كل المراحل وعبر الثورة والانتفاضات بوجه المحتل
لنقول له نحن الابقي والاجدر هنا من اجل نصحح مسار تاريخي ظلمنا فيه ورحلنا مشردين وتشتتنا في كل انحاء المعمورة
وبقاع الكون الظالم ونادر من يقف ويقول الحقيقة ويشعر بنا نحن الفلسطينيون كم ظلمنا وما زلنا نقاوم بكل ما نملك
ولا اريد ان اخوض في دواخل ومزاريب فساد كبير اطال عمر قضية عادلة تحتاج لمدافعين اشراف كما قال غسان كنفاني وحارب
ناجي العلي بريشته وقلمه وكثيرة هي الاسماء التي نفخر بها ولا نستطيع ذكرها كلها لانها تحتاج لقوائم وقوائم واولها الشهداء
والجرحى والاسرى
وعودة لتلك الاساطير التي شكلت وتشكل في كل روح صورة جميلة ومشرقة للنضال وتبتكر كل جديد لترعب به الاحتلال وتقول مجددا وتصرخ
باسم كل فلسطيني عليكم ان تتوحدوا من اجل فلسطين اولا وما يحدث من تطور عسكري مقاوم هو يصيب علي طريقة فرض الاشتباك
وليس علي نهج الانقسام والتفريط والكل يريد ان يحكم هنا وهناك
وربطنا من البداية جاء حسب العنوان والمقدمة لنعرف اننا امام عدو يتحكم بكل الاوراق وهي مرحلة سوداء نعيشها
ويجب الخلاص منها باسرع وقت ممكن وبامكاننا قلب تلك الاوراق بوجه من يخطط ويحتل ويتفاخر بانه قتل الاكثر منا
سواء في الحرب او عبر تعزيز الانفصال والضياع كما يحدث الآن ولنسعي لتحقيق حلم ينبت بكل زرع وجبل وبيت سواء كان قديم
او حديث تطور في المخيم ولان ذاكرتنا دوما تحمل هموم الوطن نعود بها ونستذكر لنتعلم من تاريخنا ونستخلص العبر وانتم تسمعون
كل تصريحات الاعداء وكيف تحولوا لوحش كبير يريد ان يبلع المنطقة كلها وعبر فرق تسد وكما هو حلمهم من يوم مؤتمرهم التاريخي في بازل
والعيب اننا من يومها لم نتعلم ولم نقف سدا منيعا وهنا كانت اكبر جريمة بحقنا مورست بابشع الخيانات والصمت وعلينا ان نصحى ونفوق
من نومنا والثبات علي طريقة سكرة الموت ويعتقدون اننا احياء والحقيقة اننا اموات نتوارث الجينات دون المحاولة ان نحدث التغيير الحقيقي
من الفكر والثقافة والعلم وهذه مسؤولية المثقفين بما يملكون وعليهم بث الروح من جديد في شعب فقد الكثير بسبب الجهل والتفرد وعشق الأنا بدل من عشق الوطن
وتفضيل رايات حزبية وعنصرية ومقيتة فعلا لانها تتحمل ما وصلنا اليه وعليها ان تخرج من عنق الزجاجة الفارغة ونحن مسجونين بها وحيارة
ونسأل كل يوم لماذا كل هذا يحدث لنا في العالم العربي وفي فلسطين الامارة ومعناها دقوا جدران الخزان ولا تبقوا انفسكم اموات وسكارة
من يريد ان يحيا عليه ان يشعر بهذه الكرامة والحرية لشعبنا والاعدام لا يخيف مقاتل ولا يترك خلفه غير تاريخ مشرف للاجيال تتعلم منه
كيف يصمد ويناور ويقرع كل ما يملك من اجل الهدف الاسمى ولن يكون غير فلسطين للعرب ان ارادوا الحياة ولنا وحدنا ان اردنا تقليع شوكنا باظفارنا
وهذا هو المطلوب صدقا وتيمنا من اجل الوضوء والصلاة والترحم علي كل من فقدناه وكان حلمه الوطن العربي الموحد