على هواكَ اجتمعنا أيها #الوطن
أ.د. #خليل_الرفوع
تسري بنا #الأشواق إليك أيها الوطن، وفي رباك ينشد الزمن خضرة ألسنتنا ، وعلى ضفاف القلب تنازعنا روحك فيهتز جانباه ، وأشهد أن #الهوى فيك يجاذبنا فنأوي إلى جفنيك تحننا والخشوع ملءُ ضلوعنا ، وأنادي نداء خَفيًّا ألا من #غفوة ترتجى على زنديك، وما كنت إلا حمى للعاشقين ومع أبي الطيب ننشد:
إن كان يجمعنا حبٌّ لغُرّتِه
فليتَ أنا بقدْر الحب نقتَسمُ
فلمن دفقك أيهاذا المتجلي فجرا ، ولمن مجاري الهوى أيهذا المتصهيل أصيلا ، إليك يا ربيب الشمس في خِدْرها وصهوة خيل الله إن قيل هذا الأردني فتاها وضرب الرصاص إن تساقط على طريق الشهادة فرسانك منذ بدء الشهادة حتى آخر الفتيان السُّمر من بنيك.
هو #الأردن الذي جمعنا رؤومًا على إيوانه وتحت ظل سمائه من أقرب حدٍّ في صبوة الفؤاد إلى أبعد عرق في شامة الجسد ، هو الوجد والمجد والنجد والحشد:
عليكَ اجتمعنا أيها الوطنُ
فأنت خافقُنا والروحُ والبدن
وإن تعددَ فينا لونُ أعيننا
فأنت أجملُ لونٍ صاغَه الزمن
وما كان مسقطا للجسد أو الرأس وحسب ، بل نور مشكاة أضاء ظلمات الليل وترانيم هزيع بكائي مقفر من خيط أمل أو صحوة صباح.
نغنيك على تراتيل آبائنا الذين انحنت لرقيهم رؤوس الجبال وبيض الأماني وقد اجتمعوا ذات زمان على عقدة وثقى ألّا يمسها متجانف لإثم أو يفكّها مشرّب بحقد إذ مرد على نفاق أو نافث في العُقد ، منذ ومضة العهد وقد غمسوا قلوبهم بعطر ريحانه أنه هو الوطن ما بقيت شامخات شيحان وعوف ورم وما تنفست مؤتة وذات السلاسل واليرموك بنَفَس الكرامة وقد فتق صبحها جنودٌ ما عرفوا للموت إلا لذة الصبر ونبل المسعى وطعم الحياة وقوفا على شرفات القدس وعمان وإربد والسلط وكل زهرة ما ذبلت لوقع خطاهم ولم تمت لشميم أنفاسهم.
يرجُّنا حنين الاستقلال إلى ذكرى الشهداء، هؤلاء الذين غرسوا في الأرض أوتاد وطن باق لن تزعزعه حوادث الدهر ولا الرامسات المزعزعات ،وما كان في غُرة الدنيا إلا أنَفَة استعصت على أسنّة البيض العوالي ، فما أحبته إلا كبد تهفو إلى كبده ، وما أبغضته إلا كل سموم قد نبتت في حمرة اليحموم.
كل استقلال وبنوك بخير وبهجة وأمن وقد سقتك مستهلات الغمام وعادتك سواري الغاديات، وحل مغناك السلام ولا يبتليك الزمان بظلام، فقد حملت شذاك لي الصبا وزارت ذكرى الربع فؤادي فذابا، ففيك كل صباباتي وهُيامي فإنني كشوق الطير يرتجي أكنافك حتى يصدح بك وفيك ولا ينثني إلا مترنما.
وأذكرُ أيامَ الحِمى ثم أنثني
على كبدي من خشيةٍ أن تصدّعا