على هامش نتائج الانتخابات / كامل نصيرات

على هامش نتائج الانتخابات
نعم خسرت..وصعقتني أرقامي في الصناديق..! نعم تبجحتُ في أكثر من مكان أن ما سأحصل عليه سيكون مفاجأة للكثيرين ..وفي ختام الأمر كنتُ أحد المتفاجئين وذقتُ مرارة النتيجة ..! نعم ؛ لم أصدّق الأمرَ في البداية ؛ ولكنها الحقيقة مهما حاولتُ إخفاءها بأكوامٍ من التبريرات..! رسبتُ وانتهينا .
على الجانب الآخر ..كان يقف معي فقراء و مهمّشون وحالمون مثلي بصناعة (معجزة) ..كانوا على ثقةٍ –مثلي أيضاً- أنّ الفوز تحصيل حاصل ..ليس لأننا نتمسك بالأوهام ؛ بل لأنّ ما لمسناه بأيدينا من أشياء عمليّة يحشرنا في زاويةٍ واحدة ؛ هي : لو صدق رُبع الناس فأنت ناجح ..!
وصلتُ لأغلب مناطق البلقاء ..رأيتُ الفقر الذي أعرفه تماماً يسرح و يمرح في كلّ زاويةٍ ..شاهدتُ بأمّ عيني كيف يتحوّل القهر و الإحباط إلى لا مبالاةٍ و قرارٍ بعدم المشاركة في الانتخابات ..! لمستُ بيديّ أوجاع مخيّم البقعة وشبابه الذين يتقطعون بين الاعتراف بانسانيتهم وبين حبّهم للبلد وهم يعيشون على الأمنيات والأحلام و يبحثون عن منقذ ..! وصلتُ إلى (الرويحة و البلاونة) حيث الملحُ هو الملح و القهر هو القهر ..و التوهان هو التوهان.. وفي السلط و عيرا و يرقا ماحص و الفحيص و العارضة ؛ فكلّهم بذات الاحباط ..أمّا أبناء لواء الشونة الجنوبية قاعدتي الأساسية فجوعهم و فقرهم و إحساسهم بأنهم منسيون و مهمّشون ؛ يزداد عمقاً و يوغلون في قتل الاحلام الصغيرة لأن أحلامهم كالسمك لا تعيش إلا على ماء الحقيقة ..!
خسرتُ الانتخابات نعم ..ولكنني تعرفتُ على أصدقاء جدد لا يمكن تجاهلهم من اليوم وطالع ..! تعرفتُ على تفاصيل لم أكن لأعرفها لولا وجودي في الانتخابات كمرشح ..دخلتُ في حكايات سأرويها لكم في وقتها ؛ هذه الحكايات هي لبّ ما يجري ولا يعلم عنها أحد..!
خسرتُ نعم ..ولكنني لم أخدع الناس ..ولم ابعهم أحلاماً ..وفزتُ بالرؤية الجديدة التي سأطبقها بدءاً من الآن ..فزتُ بكل هذا الحبّ ..فزتُ بكم وانتم تلهجون بالدعاء لي كلّ يوم مخلصين غير منافقين ..
خسرتُ في الانتخابات نعم ولكنني سأنهض؛ وها قد نهضتُ ..وسأفوز بكم لأنكم الجانب الذي يجب القتال معه ومن أجله..فشكراً لكل دمعةٍ سالت من أجلي و شكراً لكل حلمٍ حمله صاحبه ليتعلق بي ..والشكر في النهاية لكم جميعاً .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى