على مكتب وزير التعليم العالي : التعليم العالي مأزوم وجامعاتنا تحتاج الى خطة إنقاذ

على مكتب #وزير #التعليم_العالي والبحث العلمي : التعليم العالي مأزوم وجامعاتنا تحتاج الى خطة إنقاذ

أ. د. انيس الخصاونة

لم يعد في العمر فسحة ولم يعد للصبر مكان بعد أن أمضينا ٣٧ عاما في #التعليم ،وبعد أن أسهمنا والحمدلله في تعليم أكثر من مائة ألف طالب منهم 8000 ضابط في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية . عدد من زملائكم الوزراء في الحكومة كانوا زملاء لنا في الدراسة في الولايات المتحدة ،وبعضهم من طلابنا أو كانوا من الممكن أن يكونوا من طلابنا لو درسوا في #الجامعات التي تشرفنا بالتدريس فيها.نعم لم يعد هناك فسح كثيرة للحديث عن #المستقبل لنا فقد أصبح المستقبل ملكا لأبنائنا وأحفادنا ،وهذا يجعلنا أكثر حماسا لطرح بعض التحديات البارزة التي تواجه جامعاتنا وقطاع التعليم العالي بشكل عام. نعلم مقدار انشغالكم بأداء مهام حقيبة وزارة التربية والتعليم وحجم الواجبات التي تنهضون بها لكن ذلك ينبغي ان يحول دون التفاتكم الى واقع الجامعات الرسمية الصعب والتحديات التي تواجه مسيرتها.نأمل إن يتمكن معاليكم من قراءة ما نكتب عن شأنا مهما من شؤون التعليم العالي ،كيف لا والملك سبق وأن رعى الإستراتيجية الوطنية للموارد البشرية ،واستضاف في ديوانه عدة اجتماعات ولقاءات حول إصلاح التعليم العالي وسير التطبيق الفعلي للإستراتيجية الوطنية للموارد البشرية، ناهيك عن ان معاليكم كنتم شخصيا تقودون الجهد الكبير الذي تمخض عنه الاستراتيجية الوطنية للموارد البشريه.
وسواء اتفقتم مع طروحاتنا ام اختلفتم معها، فإننا على يقين من أن التعليم العالي في الأردن لم يصل بعد إلى نقطة اللاعودة(Point of no Return ) ،وما زلنا نعتقد بأنه يمكن فعل الكثير لإنقاذ وضع جامعاتنا. بالطبع هذا لا يقلل من الحقيقة بأن قطاع التعليم العالي مأزوم مثله في ذلك مثل عدة قطاعات أخرى مثل الزراعة والمواصلات والصناعة والمياه والعمل والتي اسهمت في زيادة معاناة الاردنيين وانخفاض ثقتهم بمؤسسات الدولة وجهودها في رعاية المواطنين وتحسين مستوى حياتهم وظروفهم المعيشية. ما نريد أن نوصله هو أن الاستراتيجيات والخطط والموارد لوحدها لا تستطيع أن تنقذ الجامعات إن لم تتوفر الإرادة والإدارة ،حيث يشكل رؤساء الجامعات ومجالس الأمناء والعمداء فيها محاور التغيير ووكلاءه ،وعليه فإن أسس اختيار مجالس الامناء ورؤساء الجامعات والقيادات الأكاديمية والادارية فيها قضية حيوية ومحورية في تطوير التعليم العالي .وعندما نتحدث عن اختيار رؤساء الجامعات فإننا بالضرورة نتحدث عن أسس ومعايير الإختيار وكذلك الجهات التي تتولى وضع هذه الأسس وتنفيذها لما لهذه الجهات من أحكام تقديرية ،قد تكون موضوعية أو غير موضوعية، تؤثر بنوعية وسوية اداء رؤساء الجامعات ونوابهم وعمداء الكليات الذين يقع عليهم الاختيار.
وسواء قام #مجلس_التعليم_العالي بتشكيل لجان لاختيار #رؤساء_الجامعات او لم يقم فقد بات معروفا لدى الاسرة الاكاديمية في الجامعات الرسمية ان الاختيار لا يتم وفق اسس مفاضلة اكاديمية حقيقة ومعلنة، وان القول الفصل في اختيار رئيس الجامعة هو لدائرة المخابرات العامة ووفق اسس لا علاقة لها بالكفاءة او الجوانب والمهارات القيادية.انا اكتب ذلك مستندا لتجربتي كنائب رئيس سابق لثاني اكبر جامعة رسمية في المملكة، ومن خلال مشاهداتي ومعرفتي بتدخلات الدوائر الامنية في عمل الجامعات وقرارات رؤسائها.لقد سبق لجلالة الملك وان وجه دائرة المخابرات العامة للتركيز على اداء ادوارها المقدرة والهامة في الجوانب الامنية والنأي بنفسها عن التدخل في عمل المؤسسات الاقتصادية والاكاديمية التي اصبح لها مرجعيات ومؤسسات متخصصة تراقب ادائها وتخضعها للرقابة والمساءلة.الوضع للأسف لم يتغير واستمر على نفس النهج السابق ،اذ ما زالت الاجهزة الامنية تتدخل في التعيينات في الجامعات الحكومية.الجامعات تواجه منذ عقدين من الزمن أزمات مالية مستحكمة، وتعاني من تراجع واضح في مستوياتها الاكاديمية وجودة مخرجاتها ونتاجاتها العلمية والبحثية والمجتمعية، وان لم يكن هناك تدخلا عاجلا في تصويب امورها ومعالجتها ووضع الخطط لاسنادها ماليا واداريا وقياديا وتشريعيا، فإن مآلاتها للاسف ستكون محبطة، وستلحق بكثير من الجامعات العربية التي أصبحت مثلا لانحدار جودة التعليم والهامشية في خدمة المجتمع.نأمل بأن
تتمكن جامعاتنا من الارتقاء لمستوى طموحات ابناء الوطن، وتتمكن من تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية، او بعض محاورها الرئيسية على الاقل. لم يبقى أحد إلا وخاطبه العاملون في الجامعات لانقاذ الوضع، وكتب الكتاب والمفكرون والمهتمون بشؤون التعليم العالي للمسؤولين مستنجدين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتعيين قيادات جامعية مخلصة مسلحة بالعلم والمعرفة تقدم مصالح الوطن على مصالحها، ولكن للأسف فالتجاوب محدود ولا يرقى الى مستوى الدور الهام والحيوي الذي تلعبه مؤسسات التعليم العالي في صياغة فكر الناشئة وبناء الشخصية الوطنية.نأمل ان تشكل مقالتنا هذه صرخة يسمعها القائمون على شأن التعليم العالي لعل وعسى ان نتمكن من انقاذ ما يمكن انقاذه في جامعاتنا.حفظ الله الوطن وشعبه ومؤسساته

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى