على محمل الجدّ

مقال الاثنين 16-11-2020
على محمل الجدّ
حفاظاً على توازني النفسي ، وتوفيراً للثلث الأخير من بطارية عمري، قرّرت أن أغلق التطبيقات التي تستهلك طاقة العقل والإبقاء على القليل من “واي فاي الحياة” ، لذا فأنا لم أعد آخذ الأشياء على محمل الجدّ…
الجوع الذي يشكوه الناس أراه “دايت اجتماعي” ، واغلاق القطاعات “راحة جسدية” للعمال ، والثياب الممزقة على أطفال الفقراء ” موضة صارخة” ، وتصريحات المسؤولين ” برامج ترفيهية” ، والانتخابات “قمار شعبي حلله الإفتاء العام ” ،قرارات مجلس الوزراء “نكت للصغار” ، المسؤول الوازن بنظر الكثيرين مجرّد دمية قطنية ترتدي ربطة عنق ولها “زميرة” اضغط على مؤخرتها يخرج الصوت من بطنها .. لا أرى الأشياء على محمل الجد ،الكمامة وسيلة رائعة لإخفاء نصف الوجوه التي لا أحب، ووسيلة حكيمة لإخفاء الابتسامات الصفراء، هذه المناصب التي يتقاتلون عليها مثل انتصارات الألعاب الالكيترونية لا يستمتع بها الا من هو داخل اللعبة او يفهم بها، تنتهي وتتبخر عند الخروج من اللعبة أو نفاد حزم “النت”…التغييرات في المواقع هو “ترييح جناب” فقط لا غير..قلت لا ارى الأشياء على محمل الجدّ..”الكورونا” أهون المصايب مقارنة مع أمراضنا الاجتماعية الأخرى ،”حب النفخة” ، “عقدة النقص” ،”النفاق” ، “قلة الوعي” “التعصّب”..طزّ يا أعراض كورونا مع أعراض نائب ناجح..
قد تستغربون أنني لا آخذ الأشياء على محمل الجد منذ سنوات لم أشاهد التلفزيون الأردني ، ولا أعرف رقم رؤيا ،ولا أستطيع أن أتابع أي من برامج المملكة ، لا أكترث للتغريدات التي ينشغل بها الرأي العام ، ولا أعرف كم وصل الرقم التسلسلي الاخير من قانون الدفاع…كل السياسة المحلية “مثل البرتقال المُبرّد” قشرة كبيرة ولب صغير بلا طعم ..
لا آخذ الأشياء على محمل الجدّ بمجملها…لأن شيئاً لا يستدعي كل هذا لعمق بالتفكير..

احمد حسن الزعبي
Ahmed.h,alzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى