على سبيل التغيير

على سبيل التغيير
يوسف غيشان

صحوت من النوم متأخرا، عادة لا أتأخر، لم أغتسل، لبست على عجل كيفما اتفق، وانطلقت الى مكان عملي متأخرا، قلت في نفسي: -لا بأس بذلك على سبيل التغيير.
جلست في مكتبي، لم اشعر بالرغبة في العمل، كثر المراجعون الذين كنت اصرفهم بلباقة وغموض، رفعت رجلي على المكتب، وشرعت بتصفح الجريدة من الصفحة الأولى…. على سبيل التغيير.
أخذت ورقة وقلما وشرعت بكتابة تقارير سرية للمدير حول زملائي في المكتب ماذا يفعلون وماذا يقولون عنه. في السابق كنت ارفض ذلك لكني فعلتها اليوم على سبيل التغيير.
فرح المدير من تقاريري المفصلة، طلب لي قهوة (يعرف كم اعشق القهوة) في مكتبه، لكني قلت له بأبهة:
– خليه شاي اليوم …. على سبيل التغيير.
طلب مني ان اكتب له تقريرا مفصلا كل يوم، لكني رفضت وقلت له في شجاعة وسؤدد:
– لا …سأكتب لك تقريرا مفصلا كل ساعة …. على سبيل التغيير.
خرجت من عند المدير…. حاول ضميري ان يؤنبني، لكني دخلت على الحمام، نظرت في المرآة وبصقت في وجه ضميري وقل له:
– اقلب وجهك عني …. على سبيل التغيير.
عادة لا استدين من الدكان، في الواقع كنت املك نقودا، لكني طلبت منه ان يسجل المبلغ للمرة القادمة. على سبيل التغيير.
وبما أن ضميري اخذ على خاطره، وانقلع عني غاضبا، فقد قررت ان لا أسدد المبلغ اطلاقا ……على سبيل التغيير.
عدت الى بيتي:
– ضربت زوجتي على سبيل التغيير!!
– لم اعانق اطفالي على سبيل التغيير !!
سمعت الاخبار … وقررت ان اصدق كل التصريحات …. على سبيل التغيير!!
حاولت ان أغفو، تقلبت كثيرا، لكني لم أقدر على النوم.
فمتّ …على سبيل التغيير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى