ولا دمرنا غير النخب / د. مروان الشمري

ولا دمرنا غير النخب

كلمة نخبة تعني باللغة العامية “علية القوم” و من يؤمنون بان الكون بدونهم لا شيء، هم المؤمنون بان الله اصطفاهم من دون العالمين منظرين، قادرين مؤهلين، خبراء محليين ودوليين، اقتصاديين واجتماعيين، هم المُدّعون بالأحقية تارة وحصرية الأهلية تارةً والاغلبية مرة والعبقرية مرات، هم من تسللوا في مفاصل السلطة فبنوا أعشاشهم العائلية والصحبوية داخل مؤسسات الدولة التنفيذية وبأموال الشعب وضعوا سياجا ظنوه حديديا لحماية مصالحهم ومصالح الأبناء والأحفاد واحفاد الأحفاد من بعدهم، هم من تتابعوا على مراكز القرار التنفيذي منذ رحل المخلصون وحتى يومنا هذا وجعلوا من كواليس المؤسسات حقولا غير خصيبة بعد ان جففوا منافذ الماء النقي الاردني اليها وأغلقوها على كل من لا ينتمي لمجموعاتهم الغبية او المستغبية للاغلبية او المحتكرة لصالونات النميمة السياسية وغرف التسمية الفعلية لصناع القرار والمسؤولين، هم أؤلئك الذين جرعونا الم الفقر وهم من يتحملون مسؤولية اخلاقية وجنائية عن كل جريمة اقتصادية ألحقت الاذى بشعبنا طيب النية ونقي السريرة.
انهم اذا خرج الوزير منهم راح يبث سموم الشك في اقرانه من مجموعات النخب المنافسة المفلسة أيضا وراح ينثر حصيد كلام كثيره غث قليله حق أراد به باطلا وموقعا نقاشيا جدليا في الفضاء السياسي العام حتى يبقى اسمه يردد لعل الصراع بينهم يقود الى هزيمة المجموعة الاخرى واستعادة موقع لا يرى فيه الا غنيمة ومكان تكسب مباشر او غير مباشر له وللذرية والصحبة غير البريئة.
انهم من مارسوا التنظير عبر عشرات السنين فما اغللت يوما وأمحلت سنين طوال، هم أؤلئك الذين يتصارعون فيما بينهم في زوايا وزواريب السلطة فهذا يميني محافظ يدعي زورا اليمينية الوطنية وهذا يساري غبي او جاهل او عميل او مرتزق او لص اجنبي بهوية وجنسية ركب موجة العولمة او العالمية او الخصخصة متحججا بزيادة التنافسية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتحفيز الاقتصادات المحلية وصناعة فرص عمل ترضي الرعية ومتحججا بصناعة اجواء سياسية بادوات اقتصادية جديدة سترسي الديمقراطية وتضمن حقوق الغالبية وتمكن المرأة وتحترم الشباب وتزيد من التشاركية، نعم هؤلاء وهؤلاء وحدهم وزراءا ومدراء وخبراء ومستشارون هم من يتحملون المسؤولية ولا احد غيرهم.
اقول لكم أيها الذوات وَيَا اصحاب الصفات فلتتقوا الله في صراعاتكم الخفية والتي استمرت عقودا فحصدت لكم ما حصدت وجلبت لنا ما جلبت من ظروف لا ترضي حتى صبيا او صبية في سن الخمس سنوات وما دون، اقول لكم كفوا عن قرارنا واخرجوا من زواريبكم التي لم تعد مخفية، كفوا عن ملاحقة الموقع والقرار والتناوب عليه بصفة دورية فهذا بلدي وبلد الأردنيين وليس مزرعة لكم ولأبنائكم وأصدقائكم ومعارفكم.
ارحلوا فلقد بئست وجوهكم وسئمنا من رؤيتكم وحفظنا جملكم وعباراتكم وعرفنا حقيقتكم، امنحوا هذا الشعب فرصة للتنفس واحترموا شبابه وبناته فعلا لا قولا وخطابات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع، ان كُنتُم تؤمنون بالله حقا والأردن وطنا فلتبادروا الى الانفكاك مرة واحدة والى الأبد عن مواقع القرار التنفيذي في الوزارات والمؤسسات والدوائر التي أعينها تجاربكم الكاذبة وارهقتها ممارساتكم اللامسؤولة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أحسنت القول الا في الفقرة الاخيرة من المقال .. لا أظنهم يستجيبون لندائك لهم بالرحيل طوعا … لا بد من طردهم بالقوة .. على الشعب المستضعف أن يصحو من سباته أولا

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى