سواليف
قال باحثون أمريكيون إنهم طوّروا برنامجًا يجعل الأشخاص يتحكمون في الروبوت بمجرد التفكير، ما يمهد الطريق أمام سيطرة البشر على الروبوتات في المستقبل دون أي مجهود، عن طريق مراقبة أفعالها فقط.
وأوضح الباحثون بمختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في أمريكا، أن التقنية الجديدة تعتمد على معادلات خوارزمية تراقب أنشطة المخ بحثًا عن إشارات كهربائية معينة، بحسب ما ذكره اليوم موقع “ساينس أليرت”
المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا.
وذكروا أن التقنية الجديدة تستند على ما يطلق عليه اسم “الإمكانيات المتعلقة بالخطأ” ويقصد بها الإشارات الكهربائية التي تنبعث داخل المخ عندما يلاحظ الإنسان وجود خطأ ما، وتتولد هذه الإشارات بسهولة دون أن تتطلب تركيزا حقيقيا من الشخص.
وأضاف الباحثون أن الروبوت يتلقى التعليمات من خلال الإشارات الكهربائية للمخ البشري، ويقوم بتغيير أفعاله بشكل فوري إذا ما لاحظ الشخص الذي يراقبه أنه ارتكب أي خطأ.
وقام الباحثون بتجربة برنامجهم الجديد على روبوت يطلق عليه “باكستر”، ومن أجل أن يتلقى الروبوت التعليمات من المستخدم، كان يتعين على الشخص المشارك في التجربة أن يرتدي جهازا لقياس إشارات المخ لمراقبة أنشطته العقلية.
وفي إطار التجربة، قام الروبوت بسلسلة من التدريبات البسيطة التي تحتمل أن تكون صحيحة أو خاطئة مثل تصنيف بعض الأغراض أو نقل عبوات أو طلاء صندوق أو غير ذلك.
وباستخدام المعادلات الخوارزمية التي ابتكرها فريق البحث، استطاع الروبوت أن يرصد الإشارات العقلية من المتطوع خلال فترة تتراوح ما بين 10 إلى 30 مللي ثانية، وهو ما يعني أنه في حالة ارتكاب الروبوت أي أخطاء، فإنه سوف يتلقى رسالة من مخ
المستخدم لتصحيح هذه الأخطاء خلال فترة تكاد تكون فورية.
وفي إطار التجربة، استطاع الروبوت الاستجابة في 70% من الحالات التي رصد فيها الشخص المتطوع ارتكاب الروبوت أخطاء في التصرف.
ويأمل الباحثون في إمكانية رفع درجة الدقة في الاستجابة إلى أعلى من 90%، ووضع نظام احتياطي يسمح للروبوت بالاستفسار بشأن الخطوات الواجب تنفيذها في حالة إذا لم يتلق الروبوت رسالة عقلية واضحة من المستخدم.
وقالت دانيلا روس رئيس مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي بمعهد ماساتشوستس: “تخيل لو كان بإمكانك أن تصدر الأوامر للروبوت بشكل فوري دون الحاجة إلى طباعة أمر على الكمبيوتر أو النقر على مفتاح أو حتى النطق بكلمة واحدة”.
وتابعت أن “تعميم مثل هذا النهج يمكنه تحسين إمكانيات مراقبة روبوتات المصانع والسيارات ذاتية القيادة بل والتقنيات الأخرى التي لم يتم اختراعها بعد”.