فرن الطابون

فرن الطابون
خالد عبد الله الزعبي

كان لا يخبز بناره الا طحين قمحنا البلدي الزرعه ، وكانت لأمي رحمها الله مع وهج هذا الفرن قصة كفاح سطرتها اناملها بلسعات لهيب ناره وحرارة جمراته التي كانت تبردها قطرات العرق المتساقطة من محياها حينما كانت تخوض عبابه لتخبز عجينة خمرت من مداعبة كفيها لها ، فكانت وكلما اودعت ناره فوجا نضج فتتناوله من عمق اللهب رغيفا تلو رغيف وطرحة تلو طرحة فيمتلئ الطبق بأرغفة الخبز الناضجة والمعطرة بمسك البركة ، بركة السماء وبركة الأرض الطيبة والمرتوية بعرق الأباء والأجداد قبل ان ترتوي من بركات السماء …
كان رغيفا طابونيا بامتياز كالبدر المكتمل باستدارته وكوجنتي طفل عفي بحمرته وكالراحة الممسكة المعطرة بطعمه وبطراوته …
كان لفرن الطابون هذا خطا انتاجيا آخر اضافة لإنتاج الرغيف فكان ينتج صواني المحمر والمسخن والمطابقة والتي لا تلصق ابدا …فيفوح عطر رائحتها ارجاء الحي وليدفع الفضول اطفال الحارة للتجمهر امام الفرن ليحظوا بشيءئ ولو يسير من هذا المنتج الشهي …
فآه تلو الآه على هاتيك الأيام التي وبالرغم من قساوتها ما زال عبقها ينخر بخواصر الذاكرة الما فنتمنى لو ان الزمان يعود يوما …

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى