عقيد انقلابي: أُبلِغنا أن بالإمكان طلب المساعدة من الأمريكان لتحديد مكان أردوغان

سواليف

نشرت صحيفة تركية الإفادة التي أدلى بها العقيد في الجيش التركي مراد بولاد المشارك في محاولة الانقلاب الدموية الفاشلة أثناء استجوابه، والتي ذكر فيها أن قادة محاولة الانقلاب أبلغوه أن بالإمكان طلب المساعدة من الأمريكان لتحديد مكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال بولاد إن المجموعة المشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة سعت إلى اختطاف أردوغان، وبن علي يلدرم، وهاكان فيدان، ووزير الداخلية إفكان ألا بصورة متزامنة. مضيفا بأنّ 9 مروحيات و90 جنديا، كانوا موكلين باعتقال أردوغان، وأنهم كانوا سيستعينون بالأمريكان من أجل معرفة مكان إقامة رئيس الجمهورية.

وأشار مراد بولاد إلى أنّ التعليمات كانت تقضي بقتل أردوغان في حال حدوث محاولة لتحريره بعد أخذه كرهينة. وجاءت اعترافاته كاملة على النحو التالي حسبما نشرتها صحيفة صباح:

“اتصل بي العقيد خليل غُل، نائب قائد الفرقة، وذلك بتاريخ 8 تموز/ يوليو، اتصل بي اتصال فيديو، وأومأ بيده بإشارة ’اسكت’، ورفع إلى جانبها رصاصة عيار 9 ملم، وبذلك أخبرني بأنّه سيحصل انقلاب”.

“سألت غُل وكاراجان مرة أخرى يوم 14 تموز، عمّا يفعلون، فقالوا إنهم جهزوا كل شيء، وأنّ الانقلاب سيكون مساء 15 تموز، وطلبوا مني 3 أشياء: 1- أطلعوني على قائمة مروحيات من نوع سيكورسكي التي ستقوم بعملية إنزال جوي فوق مقر جهاز الاستخبارات. 2- طلبوا مني أنْ لا أترك أي مروحية في الخارج في يوم الانقلاب. 3- طلبوا مني أنْ أقوم بتشكيل قوة على وجه السرعة لتقوم بعملية الإنزال من مروحيتين”.

“بعد ذلك التقيت بهم في محطة وقود الساعة 19:00-20:00، وكان معهم المقدّم أوكان كوجاكورد، مدير فرع تدريبات الطيران، وتوجهنا بـ3 سيارات إلى بيت في ’المنطقة الصناعية OSTİM’، وقمنا بتحضير الخطة هناك”.

ذهاب أردوغان إلى مرمريس غيّر الخطة

“كانت الخطة الموضوعة تشير إلى أنّ عملية اختطاف أردوغان كانت ستتم في إسطنبول، لكن ذهابه إلى مرمريس أفسد هذه الخطة. أما الخطة الجديدة فكانت تتضمن قيام قوات كوماندوز من إسطنبول بعد سرقة أسلحة من ثكناتها، بالتوجه إلى منطقة تشيغلي في إزمير بواسطة طائرات مروحية، وبأنهم سيجدون هناك 3 طائرات مروحية أخرى تحمل عناصر ستنضم لمجموعتهم”.

الهدف كان أردوغان

“أبلغنا شخص، وأعتقد أنه من القوات الخاصة، بأنه في حال حصول محاولة لتحرير أردوغان فإنّ عليكم أنْ لا تجعلوا أحدا يستعيده منكم بأي ثمن. وأنا فهمت من ذلك أنّ المطلوب هو قتل رئيس الجمهورية في حال تعرضنا لعملية من قوات خاصة تسعى لتحريره من بين أيدينا”.

“ليس لك علاقة بذلك”

“تحدثنا عن هذه الخطط ليلة 14 تموز، وكان موعد الانقلاب المقرر هو الساعة الثالثة فجر 16 تموز، وخلال أحاديثنا سأل أحدهم إلى أي مكان سنأخذ رئيس الجمهورية، ليجيب الشخص الذي أعتقد أنه من القوات الخاصة: ’لا علاقة لك بذلك’”.

قوات برية كانت ستعتقل رئيس الوزراء

“أما اعتقال رئيس الوزراء، فكنا نخطط له من خلال قوات برية ستقتحم مقر رئاسة الوزراء، على أنْ يتم اختطافه حتى لو حصل اشتباك مسلّح أثناء دخول المكان”.

اعتقال فيدان كان سيتم من خلال إنزال جوي

“واعتقال رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان كان سيتم من خلال إنزال جوي فوق بيته ضمن مساكن جهاز الاستخبارات، ولهذه المهمة كانت هناك 3 طائرات مروحية، ستُنزل العناصر إلى داخل مقر جهاز الاستخبارات”.

كانوا سيعتقلون وزير الداخلية بعد القضاء على الحراس

“كان هناك عنوانان لمقر إقامة وزير الداخلية إفكان آلا، ولذلك كان من المقرر أنْ يتم اقتحام المكانين بعد قتل الحراس، والدخول في اشتباك مسلّح إذا اقتضى الأمر، من أجل اعتقال وزير الداخلية”.

القوات الجوية ستدمر البلد وتسويها بالأرض

“خرجنا من ذلك المكان بعد مناقشة الخطط، وذكرت لخليل بأنّ خطة اعتقال أردوغان لن تُفلح، لكنه قال ’الله سيساعدنا’، وسألته عمّن يقود هذا الانقلاب، فقال لي بأنّ رئيس الأركان هو على رأس هذا الانقلاب، كما أخبرني أنه في حال فشل اختطاف أردوغان، فإنّ القوات الجوية ستدمر البلد وتسويها بالأرض”.

بدأت العمليات

“في تمام الساعة 18:00 من يوم 15 تموز، بدأنا نعتقد بأننا كُشفنا، وبعد ذلك دعاني العقيد خليل غُل إلى المقر، وقال لي ’هيا، بدأت العمليات’ وذهب، وبدأت بعد ذلك أصوات الطائرات المروحية، ورأيت العقيد محمد دميرهصار، والمقدّم عثمان كاراجان، بالقرب من خط الطيران. وفي هذه الأثناء كان يتم تجهيز الطائرات المروحية بالمعدات اللازمة، وعندما سألتهم إلى أين تذهبون، أخبروني بأنهم ذاهبون إلى قاعدة أقنجيلار الجوية”.

حراك من منظمة فتح الله غولن

“أخبرني أونصال إشيك بأنّ الانقلاب يسير وفق الخطط الموضوعة، وأنا أخبرته بأنّ عدم حصولكم على أي هدف من أهداف الانقلاب حتى الآن سيجعل الشعب يصمد ويقاوم، وسيكون هناك شلال من الدم. وحينها قال محمد شاهين إنه إذا تطلب الأمر فإنّ القوات الجوية ستدمر البلد وتسويها بالأرض. وفي تلك اللحظة شاهدت على التلفاز خبرا يتحدث عن إنقاذ رئيس هيئة الأركان، وحينها بدأت تراودني الشكوك، وفهمت بأنّ الانقلاب تقوده منظمة فتح الله غولن. وكانت التعليمات تأتينا عبر اللاسلكي من أوزجان كاراجان بأنْ يتم قتل كل شخص ليس معنا، ويحاول تصوير ذلك بأنه إجراء طبيعي. ومع بزوغ الفجر، أحضروا عددًا من قادة الجيش إلى قاعد أقنجيلار عبر طائرات مروحية”.

طلب مساعدة من الأمريكان لتحديد الموقع

“قالوا بأنه سيتم تشكيل قوة مكونة من 3 مروحيات من نوع سيكورسكي، و6 من نوع كوغار، بوجود 80-90 جندي، وذلك من أجل أخذ رئيس الجمهورية بأي طريقة من الفندق الذي يقيم فيه، وإحضاره إلى تشيغلي. وأنه بالإمكان طلب مساعدة الأمريكان لتحديد موقع وإحداثيات المكان الذي يقيم فيه أردوغان، وذكروا بأنّ مجموعة من 3-4 أشخاص بلباس مدني كانوا يتعقبون أردوغان”.

كبير المرافقين العسكريين من ضمن الانقلابيين

كشفت التحقيقات بأنّ كبير مرافقي الرئيس التركي العسكريين علي يازجي، كان من ضمن المخططين والفاعلين في الانقلاب، ومصدر هذه المعلومات من اعترافات العقيد أمين غوفان، التي يقول فيها: “كانت المهمة الملقاة على عاتق كبير مساعدي رئيس الجمهورية العسكري، هو الذهاب إلى الفندق الذي يقيم فيه وتثبيت موقعه وإرسال إحداثياته. وذكر علي يازجي بأنه سيذهب إلى الفندق ليعرف مكانه بالضبط، وبأنّ أحدا لن يشكّ فيه”.
آخر المواضيع من نفس القسم

ترك برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السؤال الذي يحير الكثيرين، لماذا ينقلب الجيش المفروض ان يكون وطنيا لحمايه الوطن من أعداءه ، على رئيس منتخب من الشعب الذي يسلح ويدفع رواتب هذا الجيش. رئيس يعمل بكل اخلاص وكفاه ليحسن من مكانه بلده واقتصادها، وحقق نجاحات بلوغه في ذلك، يحسد تركيا عليها كثيرون؟ هل كان يعتقد هؤلاء الانقلابيون انهم سيقومون بالمهمة أفضل من الحكومه الحاليّه ؟ هذا امر مشكوك فيه جدا، والتاريخ للحكم العسكري في تركيا اكبر برهان. لذلك من المؤكد انهم قاموا بانقلابهم خدمه لقوى خارجيه وجشعهم للاستحواذ على المزيد من مقدرات البلد لجيوبهم الخاصة ولو أدى ذلك الى تدمير البلد. الإعدام بحق هؤلاء يبدو اقل مما يستحقون.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى