عقل .. وعقلية الدولة
لنترك عقل الدولة جانبا ولنتحدث عن عقلية الدولة وما احدثته وتحدثه يوميا في تفاصيل
حياة المواطن والوطن على حد سواء.
ينصب عمل الدولة بشخوصها ورجالاتها باتجاه هدف واحد وهو تطوير عمل الدولة
ونقلها الى مصاف الدولة المتقدمة ويكون ذلك بتنمية وتقوية روافع الدولة الاساسية
وواسط بيتها الانسان المواطن ولا حياة لدولة يكون فيها المواطن اخر اهتماماتها .
الفجوة تتسع والفرز قائم على اشده والاموال دولة بين الفاسدين منا وقد كره المولى عز
وجل ان تكون الاموال دولة بين الاغنياء منا اي الذين اكتسبوها بالحلال وعطلوا حدود الله فيها وحقوق الفقراء منها والتي كفلها لهم ركن الزكاة ونافلة الصدقات فكيف وقد
اصبحت بيد هؤلاء الذين فقدوا كل القيم الدينية والاخلاقية ولم يروا شيئا في هذه الحياة الا ما راه قارون وقولته الشهيرة انما اوتيته على علم عندي وكيف كان امر الله واوامر الله
الى الارض ان ابتلعي عدوي وعدو المؤمنين هو وامواله وكنوزه والتي لم يعثر عليها
حتى يومنا هذا.
لنعود الى عقلية الدولة التي تتعامل مع مواطن فقد الزرع والضرع محاصر حصار تام منذ اكثر من عشر سنوات ، الحدود مغلقة وفرص العمل نادرة ، الاسعار ترفع والضرائب تفرض وباضطراد وقوانين تشرع ولا رحمة في اي منها حتى الخدمات الالكترونية هي خدمات جباية ومعلوماتية هدفها المواطن وعلاقته المالية مع الضرائب والفواتير واموال البنوك والمستثمرين واصبحنا نتفاخر بان لدينا مئات الالاف من المواطنين المطلوبين للقضاء وعشرات الالوف من النساء الاردنيات والالاف منهن نزيلات في السجون الان.
يقول ابن خلدون في مقدمته “اعلم ان العدوان على الناس في اموالهم ذاهب بامالهم في تحصيلها واكتسابها لما يرونه حينئذ من ان غايتها ومصيرها انتهابها من ايديهم واذا ذهبت امالهم في اكتسابها وتحصيلها انقبضت ايديهم عن السعي في ذلك وعلى قدر الاعتداء ونسبته يكون يكون انقباض الرعايا عن السعي…..”.
ما يجري على الساحة خطير وهناك مراهقة ومقامرة وهناك ازمة ثقة داخليا وخارجيا هناك نسبة دين 94% من الناتج المحلي المساعدات شبه متوقفه افواج العائدين من الخليج تتزايد دخول المواطنين تأكلت لم يؤخذ على يد سارق واحد واخيرا فأن الطفل الاردني يولد وبذمته 5 الاف دينار دين هي حصيلة صندوق الاجيال لرعاية الفساد .