عفوا سمو الأميرة / أ . د أنيس الخصاونة

عفوا سمو الأميرة

تداولت بعض الأنباء تغريدة لسمو الأميرة بسمة على صفحتها في الفيس بوك تقول فيها ردا على قرار مجلس الوزراء باستدعاء رجل الأعمال الأردني وليد الكردي عن طريق الانتربول ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‘ اتقوا دعوة المظلوم فانها تصعد الى السماء كأنها شرارة “. وفي الوقت الذي أصبت،كما معظم الأردنيين، بالذهول والصدمة من قول الأميرة واستشهادها بحديث نبوي شريف للإيحاء بأن زوجها وليد الكردي قد طاله حيف وظلم جراء ما نسب إليه من تهم فساد واضحه ، فإننا نعتقد بأنه كان على الأميرة التي نحترمها أن تنأى بنفسها عن الدخول في قضية زوجها خصوصا وأن المدعو قد تم التحقيق في قضايا الفساد المنسوبة إليه من قبل هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ، وتم على ضوء ذلك إحالته إلى المحكمة التي قامت بدورها بإجراء كافة المقتضيات القانونية والقضائية ، وتم إدانة المذكور وصدرت بحقه أحكام قضائية قطعية فعن أي ظلم تتحدث سمو الأميرة بسمة؟؟
السيد وليد الكردي وإن كان زوج اميرة هاشمية لها احترامها عند الأردنيين ، فإن السيد الكردي مواطن أردني يخضع لما يخضع له كافة مواطنيه من الأردنيين ، لا بل فإن السيد الكردي كان من الأجدر به أن يحرص على سمعة عائلته ، ويحافظ على الاحترام التي تحظى به العائلة المالكة .
لقد كتبنا مقالا قبل أسابيع بعنوان”وليد الكردي يحرج الحكومة الأردنية” تناولنا فيه مدى الشكوك التي يبديها الأردنيون حيال جهود الحكومة لمكافحة الفساد ما دام أن أبرز رموز الفساد مثل وليد الكردي ما زال طليقا ويدخل الاردن ويخرج منه في الوقت الذي يريد علما بأن هنالك أحكام فضائية بالقبض عليه وتنفيذ قرارت المحكمة ذات العلاقة. وليد الكردي تسبب بأضرار جسيمة للإقتصاد الوطني يصعب حصرها ، وكاد أن يتسبب بإفلاس شركة الفوسفات الأردنية التي تمتلك الحكومة نسبة من أسهمها إضافة إلى ملكية مواطنين أردنيين مساهمين في رأس مالها ، فهل ترغب الأميرة بالسكوت على الجرائم التي ارتكبها الكردي؟؟؟
وماذا نقول لعشرات الموظفين من الاردنيين الذين تم سجنهم نتيجة قضايا فساد لم تتجاوز قيمتها الف دينار فقط لا غير؟ .
أم أن وليد الكردي “على رأسه ريشه” ويتمتع بالحصانة ؟.
قرار مجلس الوزراء القاضي بمخاطبة جهاز الملاحقة الدولية(الانتربول) لجلب السيد وليد الكردي ، وتنفيذ الأحكام الصادرة بحقة قرار وجيه ومنطقي رغم أن متأخر جدا ، وقد كان ينبغي اتخاذه مجرد صدور حكم المحكمة. بدون هذا الإجراء الحكومي فقد كان من الصعب لا بل ومن المتعذر على الأردنيين في سال وبشرى والنعيمة ووادي موسى والقادسية وراس منيف أن يصدقوا رئيس الحكومة ورئيس هيئة النزاهة وماكافحة الفساد عندما يتوعدون بالضرب بيد من حديد على إيدي الفاسدين في الوقت الذي تقدر الأموال التي هدرها السيد الكردي في شركة الفوسفات بمئات الملايين أو بما تفوق نسته 30% من مجمل المال العام الذي ذهب لجيوب الفاسدين .

لا يمكن للأردنيين أن يتفهموا ما عبرت عنه سمو الأميرة بسمة على صفحتها في الفيس بوك إلا في إطار أن الهارب من وجه العدالة السيد وليد الكردي هو زوج الأميرة ، وبالتالي فإن الجوانب الإنسانية والعواطف البشرية هي المحرك الرئيسي لموقف الأميرة وشعورها بأن زوجها “مظلوم”.
أما بخصوص الجوانب الموضوعية والقانونية التي تتعلق بجرائم المذكور فهي قد مرت بكافة الإجراءات القضائية وتم صدور الأحكام ونعتقد بأن تعليق الأميرة وإيحائها بمظلومية زوجها يتضمن ثلاث تفسيرات لا رابع لها :الأول هو أن السيد وليد الكردي فوق القانون ولا ينطبق عليه ما ينطبق على سائر الأردنيين ، أما التفسير الثاني فيتضمن الشك في مصداقية السلطة القضائية وأحكام المحاكم ولا أخال الأميرة تعني ذلك ،والتفسير الثالث وهو أن السيد الكردي بريء من التهم التي أدين بها وفي هذه الحالة فإننا نعتقد بأن عليه أن يسير في ذات الإجراءات القضائية لإثبات براءته.
أخيرا فإننا نقول بأن السيد وليد الكردي ظالم لنفسه ولغيره وأن المظلوم الوحيد هو الشعب الأردني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى