
عفرين وخيوط اللعبة الامريكية الروسية
عندما بدأت عملية “غصن الزيتون” التركية على شمال سوريا كان هدفها هو “تحرير هذه المنطقة عبر إزالة الإدارة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية فيها”. حيث لم يخف الأتراك تخوفاتهم من توازن القوى القائم حاليا في شمال سوريا، والذي بات يميل كثيرا لصالح الأكراد والنظام السوري. الأمر الذي عجّل التدخل العسكري التركي للسيطرة على الحدود الجنوبية وفرض توازن قوى تكون تركيا طرفا ولاعبا رئيسيا فيه.
عملية “غصن الزيتون” دخلتها أنقرة مترافقة مع 5 آلاف و7 آلاف مقاتل من فصائل الجيش السوري الحر لضرب قوات حماية الشعب الكردية وقوات النظام السورية التي اصطفت الى جانبها وهو الأمر الذي يزيد المشهد تعقيدا،فالمنطقة الشمالية تتمتع بحكم ذاتي ولا تقع تحت سيطرة النظام في دمشق منذ العام 2012.
الموقف الغامض هو الموقف الروسي،فروسيا تعتبر الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد، وهي على مايبدو أعطت ضوءا اخضرا خافتا للعملية العسكرية التركية في عفرين،حيث انسحبت قوات روسية من المنطقة لمنع أي اشتباك أو مواجهة محتملة مع أنقرة.والمسألة باتت معقة فهل ستقف روسيا مكتوفة الأيدي امام الهجوم التركي الذي اشتبك عسكريا مع الجيش السوري النظامي أم أنها ستنكفئ ،وتوقعاتي انها لن تتدخل هذه المرة لصالح حليفها النظام السوري حتى لا تخسر حليفا ولاعبا رئيسا مثل تركيا ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم.كذلك الحال بالنسبة للموقف الأمريكي الذي يحرص هو الآخر على عدم خسارته للحليف التركي الاستراتيجي وهو يدرك المصالح الامنية لتركيا في المنطقة الجنوبية ويدرك تماما قيامه بدعم وتبني قوات حماية الشعب الكردية التي تحاربها انقرة بشراسة.لكن الولايات المتحدة وروسيا على مايبدو لا تريدان ان تتوسع انقرة في التقدم باتجاه مناطق قريبة وتحاولان الحد من الانتشار والتوسع التركي خشية على مناطق نفوذهما،فأمريكا تحتفظ بقوات عسكرية في منبج وروسيا تنتشر في أكثر من منطقة قريبة من شمال وغرب سوريا.
rhyasen@hotmail.com