عطلة شتوية بدلا من الصيفية لم لا؟

#عطلة_شتوية بدلا من #الصيفية لم لا؟
                         د أمل نصير

 
تحتاج الخطط والقرارات إلى إعادة النظر فيها بين حين وآخر حسب المستجدات والظروف التي تطرأ، والعطلة الصيفية لطلبة #المدارس التي تعودنا عليها لسنين طويلة هي إحداها، فهل يمكن إعادة جدولة العطل في #المدارس بحيث تحقق الفاعلية والأمان بصورة أكبر مما هي عليه الآن؟ 
اليوم في ظل انتشار #فيروس #الكوفيد، والحديث عن بقائه بيننا مدة غير معروفة لاسيما في فصل الشتاء الذي تنتشر فيه الفيروسات المختلفة بصورة سريعة تحديدا في الأماكن المغلقة ذات الازدحام، فإنه بات علينا ان نبدأ بالتخطيط للعطل المدرسية بصورة تتواءم مع الظروف المعيشة؛ لتكون أكثر سلامة للطلبة، وأكثر جدوى في الحفاظ على سير العملية التعليمية لتعويض الفاقد في ظل محنة الكوفيد.
كثرة التعطل عن المدرسة في فصل الشتاء بسبب الظروف الجوية سواء بقرار أسري أو حكومي الذي غالبا ما تنتابه الفوضى بين تردد في اتخاذه او تأخر مثلما حدث في سنوات سابقة، يترك الطلبة في حالة من عدم الإفادة من اليوم الدراسي كما خطط له.
تكثر أيضا الحوادث الطبيعية نتيجة للتغير المناخي الملحوظ،  وزيادة حالات عدم الاستقرار التي باتت تغلب على  المنخفضات في فصل الشتاء، فتكثر السيول وانجراف طلبة  بين حين وآخر ناهيك عن عدم توافر التدفئة المناسبة في كثير من المدارس التي يعاني عدد منها من تهالك البنية التحتية كما هي الشوارع المليئة بالحفر والمطبات التي تصبح مصائد للطلبة وذويهم.
إن تراجع الحالة الاقتصادية وازدياد حالات الفقر في مجتمعنا ينعكس على الطلبة بصورة مباشرة، فيصل عدد منهم إلى مدارسهم في ملابس مبتلة، يرتجفون من البرد؛ وهذا يتركهم في حالة صعبة تؤثر على استيعابهم لدروسهم، وعلى نوعية حياتهم في المدرسة التي يغيب عنها في فصل الشتاء كثير من النشاطات الخارجية، ومنها الفسحة في ساحة المدرسة التي ينتظرها الطلبة بفارغ الصبر.
أما فصل الصيف، فهو يخلو من كثير مما ذكرت سابقاً، فالأمراض التنفسية أقل، وكذلك الحوادث الطبيعية، وساعات النهار طويلة بحيث يستطيع الطلبة الدوام في المدرسة، وعمل واجباتهم المدرسية البيتية، ويبقى لديهم وقت كاف للعب او للنشاطات المختلفة، وهو كذلك بالنسبة للأهل ممن يعملون في مهنة التدريس خاصة الأمهات اللواتي يمكن أن يفدن من طول ساعات النهار في عملهن داخل البيت وخارجه.
الإفادة من ميزات فصل الصيف في استقرار العملية التعليمية واضح للعيان، فنحن نستثمر فيه في صحة أبنائنا في الخلاص من الأمراض الفيروسية التي تنتقل من طالب إلى آخر، وما يتبعها من تناول أدوية كثيرة ضارة بصحتهم لاسيما مع الاستخدام الخاطئ لكثير منها مثل المضادات الحيوية التي كثر الحديث عنها في السنوات الأخيرة، أضف الى ذلك كثرة غياب الطلبة عن المدرسة،  مما يزيد من التعطل  عن التعلم،  وكثرة التكاليف على ميزانية الأسر التي تعاني كثير منها من سوء الأحوال المعيشية .
يمكن اليوم إعادة جدولة العطل المدرسية بحيث تحقق أفضل فائدة للطلبة من حيث التعلم والسلامة العامة أيضاً، وقد فعلت وزارة التربية والتعليم خيرا بتقليص أيام الفصل الحالي تمهيدا لإضافة ما نقص منه في الفصل الثاني.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى