عطش تحت القصف… الغزيون يطاردون الحياة بقطرة ماء

#سواليف

في شوارع #غزة المدمرة، لا يبحث #الناس عن الأمان فقط، بل عن #قطرة_ماء تُبقيهم على قيد الحياة. العطش هنا سلاح إضافي يفتك بما تبقى من الأهالي، مستندًا إلى #تدمير_البنية_التحتية للمياه، و #قصف_محطات_التحلية، واستهداف #صهاريج_المياه الصالحة للشرب.

تحت لهيب الحرب، يركض المواطنون حفاةً بين الركام، حالمين بدلوٍ من الماء. يجوبون الأحياء المهدمة، يطرقون أبواب الملاجئ ومراكز الإيواء، ولا يحملون سوى أوانٍ بلاستيكية وقوارير فارغة.

تقول الغزية أمل دكة، وهي تحمل بيدها خزان ماء بلاستيكي فارغ: “تفاقمت الأزمة، وتقلصت شاحنات توزيع مياه الشرب الشحيحة أصلًا، بسبب أوامر الإخلاء القسري الإسرائيلية. أصبحنا ننتظر قدوم أي من تلك الشاحنات لمدة تصل إلى أربعة أيام”.

وتضيف لمراسلة “قدس برس”: “لا تقف المعاناة عند هذا الحد، بل تتفاقم مع اضطرار النازحين في المخيم إلى السير لمسافات طويلة بحثًا عن الماء الصالح للشرب وشرائه رغم ارتفاع سعره، إذ تبلغ تكلفة كل 16 لترا أربعة شواكل، كلما تأخرت شاحنات المياه عن الوصول”.

وتتابع دكة: “ثمة مأساة أكبر، وهي اضطرارنا إلى خلط المياه المالحة بمياه الشرب، لعدم قدرتنا على مجاراة شح المياه وارتفاع أسعارها”.

وتشير إلى أنها تقطع مع أطفالها الثلاثة مسافة لا تقل عن 1500 متر لتحصل على القليل من مياه الاستخدام اليومي، لكن غالبًا ما تعود بخفيّ حنين، إذ لا تتمكن من ملء جالون واحد. تضطر حينها إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة تفوق قدرتها وقدرة عائلتها.

ولا يختلف حال الشاب محمود بدر كثيرًا، إذ يشارك الغزيين الهم ذاته. وبينما يتكالب عليه العطش والنزوح، يصر على مطاردة المياه لتأمينها لأسرته النازحة.

وبعد معركة ضارية مع الحياة، يبدو وكأنه عثر على كنز ثمين وهو يحمل جالونين من المياه نجح في تعبئتهما أخيرًا. يقول: “أنا الآن بين نيران عدة، تبدأ بأوامر الإخلاء القسري، ولا تنتهي عند التعطيش”.

يعيش بدر مأساة شح المياه في غزة مع استمرار الاحتلال في استهداف البنية التحتية، واستخدام التعطيش سلاحًا ضد ما يقارب المليون مواطن داخل المدينة.

من جانبها، حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” في تقرير نشرته بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر 2025، من أن النقص الحاد في المياه النظيفة وتدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لشبكات الصرف الصحي في مختلف مناطق القطاع، أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الإصابات بالأمراض الجلدية والمعدية، مثل الجرب والإسهال المائي الحاد.

وأكدت المنظمة أنها لم تتمكن إلا من إدخال جزء ضئيل من المواد اللازمة لتحلية وتعقيم المياه بسبب قيود الاحتلال.

بدورها، أقرت الأمم المتحدة بأن “حرمان المدنيين في غزة من المياه والغذاء يرقى إلى استخدام الحصار كسلاح حرب”، داعيةً في بيان صحفي بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر 2025، إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة وتوفير وصول آمن للمساعدات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى