سواليف
خيل كما لو أنك انفصلت عن أخيك التوأم منذ الصغر ولم تره طوال حياتك، رغم أن المسافة بينكما لا تتعدى العشرة أميال.
هذا ما حدث بالضبط مع سيدة بريطانية لم تر أختيها التوأمتين 65 عاماً، بعد أن عُرضتا للتبنِّي، في حين أن المسافة التي فصلت بينهم كانت 8 أميال فقط، بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.
وكانت ليندا لويس، التي تعيش في مقاطعة سومرست وتبلغ من العمر 70 عاماً، تتوق إلى رؤية شقيقتيها -جيسيكا وفرانسيز- مرة أخرى، بعد أن اتخذ الأب قراراً مفجعاً وتخلى عنهما؛ لأنه كان أرمل وكان يجد صعوبة في تنشئة 5 أطفال وحده.
طلبت ليندا، التي تعيش في ويستون سوبر مير، مساعدة فريق برنامج “عائلة مفقودة منذ زمن” Long Lost Family؛ كي تصل إلى شقيقتيها الأصغر.
ويعد برنامج Long Lost Family أحد أشهر البرامج التلفزيونية في بريطانيا، والذي يحاول لمَّ شمل العائلات بعد أن فرقت بينهم الظروف.
وقد اكتشف البرنامج أنهما كانا يعيشان في مدينة كليفيدون، ويبعدان عنها بمسافة تستغرق 10 دقائق بالسيارة.
اجتمع شمل الشقيقات الثلاث مرة أخرى أمام الكاميرات، وقالت التوأمتان إنهما صُعقا عندما عرفا مدى قربهما من أختهما الكبرى خلال سنوات الفرقة.
عندما كانت ليندا تبلغ من العمر 5 أعوام وحسب، ذهبت أمها، التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 29 عاماً، إلى المستشفى؛ لإجراء عملية لكنها للأسف تُوفيت، وواجه أبوها صعوبةً في تربية 3 أطفال وتوأمتين رضيعتين كانتا تبلغان من العمر 5 أشهر.
65 عاماً من البحث
اتخذ الأب القرار المفجع بالتخلي عن التوأمتين، اللتين سماهما آنذاك جينيفر وفرانسيس، وعرضهما للتبني.
على الرغم من أن لديها عائلتها الخاصة في الوقت الحالي، لا تزال ليندا تتوق إلى أختيها التوأمتين اللتين لم ترهما منذ 65 عاماً، فإن كل المعلومات التي كانت لديها اقتصرت على شهادة ميلاد أصلية، بحسب The Daily Mail.
عمل فريق البرنامج مع وسيط متخصص يُسمح له بالاطلاع، وفقاً للقانون، على سجلات التبني، ليكتشف أن فرانسيس وجينيفر يُعرفان الآن باسم دون وإيف. وقد جرى تعقُّب موقعهما عن طريق تحري القوائم الانتخابية.
وقالت التوأمتان عند عثور طاقم البرنامج عليهما، إن أبويهما بالتبني كانا كبيرين في السن وصارمين للغاية، ولم يُظهرا للطفلتين سوى قليل من العواطف. وأضافت كلتاهما: “للأمانة، عندما كنا صغيرتين لا أتذكر أننا كنا سعيدتَين”.
الحقيقة تظهر
أُخبرت دون وإيف بأن أمهما الحقيقية توفيت في أثناء ولادتهما، وكان هناك مخاوف من أن يُلقى باللوم عليهما وأن يستخدم إخوتهم ذلك ضدهما.
ولم يعرفا الحقيقة إلا بعد وفاة أبويهما بالتبني، عندما طلبا الحصول على شهادات الميلاد الخاصة بهما وأدركا أن أمهما وقَّعت عليها.
على الرغم من إدراكهما أن أمهما لم تمت في أثناء ولادتهما، ظلت التوأمتان ممتنعتين عن البحث عن عائلتهما الحقيقية.
سافرت مقدمة العرض، دافينا مكال، لتقابل ليندا وتخبرها بأنباء العثور على التوأمتين. وانفجرت ليندا بكاءً بعد أن صُعقت لدى معرفتها أن أختيها التوأمتين كانتا قريبتين كل هذه السنين، وقالت: “أنا لا أعرف لماذا أبكي! فأنا سعيدة للغاية”.
سافرت ليندا إلى كليفيدون حيث تعيش التوأمتان؛ حتى يجتمع شملها مع أختيها، وقد عبَّر ثلاثتهما عن سعادتهم للمّ شمل عائلتهم مرة أخرى.
قالت دون وهي تصف مقابلتهما مع أختهما الكبرى: “أعتقد أنها رقيقة. الآن سوف نجتمع ثانية باعتبارنا عائلة واحدة، سنجتمع كلنا معاً”.