#عشائر_غزة ووجهاءها : وأدو #الفتنة وأفشلوا خطط #الإحتلال وقدموا مصالح #الوطن على السلطة
الأستاذ الدكتور #أنيس_الخصاونة
لم تكتفي حكومة الاحتلال بالمجازر والفظائع التي ارتكبتها في غزة وتشريد شعبها وتدمير بنيتها التحتية ومشافيها ومدارسها ،فقد أرادت ان تزرع فتنة بين أوساط الغزيين ومقاومتهم من خلال التواصل مع القيادات العشائرية والوجهاء للقيام بدور في إدارة القطاع وتوزيع المساعدات الإنسانية بالتعاون مع سلطات الاحتلال. بمعنى آخر يريد نتنياهو وزمرته أن يضع متعاونين ووكلاء لهم في غزة يتولون مهمات تنفيذية توفر على الاحتلال مخاطر التعامل المباشر مع أهل غزة ومقاومتها ، وتبقي القطاع تحت بساطير الاحتلال وسيطرته. والأهم من ذلك فقد أراد الإحتلال من خلال تواصله مع العشائر والوجهاء زرع بذور الشقاق والفتنة بين المقاومة والأهالي من خلال إغراءات السلطة التي يدرك مدى تعلق العرب بشكل عام بها وشغفهم بالمراكز والمسميات والقوة المنبثقة عن امتلاك السلطة ، والأمثلة العربية على ذلك كثيرة ومعروفة .
إنها مأثرة جديدة يضيفها الغزيين الى مآثر الصمود والمقاومة للاحتلال،إذ أن إجابتهم الجماعية بالرفض القاطع للتعاون مع سلطات الاحتلال في توزيع المساعدات أو القيام بأي أدوار إدارية أو سياسية أخرى في القطاع إلا من خلال حكومة غزة الشرعية أسقطت خطط العدو الخبيثة في السيطرة على القطاع وإدارته من خلال وكلاء له في الداخل. وقد تجاوز موقف القوى العشائرية والاجتماعية في غزة من العرض الإسرائيلي الرفض ليؤكد بأن المقاومة تمثل جميع أهل غزة وسكانها .فهاهم الغزيين ومن وسط الركام والتدمير والقتل يقدمون مصالح الوطن ويرفضون إغراءات السلطة وبريقها ويصرون على دعم مقاومتهم وإسنادها . لم نسمع منذ السابع من تشرين أول عن أي مظاهرة أو احتجاج أو تذمر من قبل الغزيين من مقاومتهم وما آلت اليه الامور في القطاع ، رغم الوضع الكارثي الذي يعيشه كل بيت في غزة. لقد شاهدنا اهالي غزة ومنكوبيها وعوائلها المكلومة تؤكد من على بيوتهم المهدمة أنهم فداء للمقاومة وأن الوطن والمقدسات تستحق التضحيات ،فهنيئا لأهل غزة ثباتهم وإيمانهم .
أما وقد فشل العدو في استغلال العشائر والوجهاء والقيادات الاجتماعية في غزة للقيام بأدوار إدارية وربما سياسية هدفها تقليل المواجهة المباشرة واحتكاك سلطات الاحتلال مع سكان القطاع وما يترتب عليه من خسائر بشرية في جنوده ،فقد بدأ الصهاينة بالحديث عن تواصل مع مدير المخابرات في السلطة الفلسطينية السيد ماجد فرج التي ترغب سلطات الاحتلال في قيامه بالمهمة التي رفضتها عشائر غزة ووجهائها ،لا بل فتشير معلومات بثتها وسائل الاعلام الاسرائيلي أن السيد فرج بدأ فعلا في تشكيل قوة مسلحة في جنوب قطاع غزة.إن مجرد إظهاروزير دفاع العدو وبعض القيادات الاسرائيلية رغبتهم في تولي مدير مخابرات السلطة مهمة إدارة القطاع ربما يضع إشارات استفهام كبيرة حول علاقة الرجل بالسلطات الاسرائيلية واختياره من قبلها ليكون هو أداتها ووكيلها في القطاع المدمر. ومن باب إحسان الظن بالسيد ماجد فرج فإننا نأمل أن يسارع إلى رفضه لهذا الدور المرغوب اسرائيليا، لا بل ورفض أي دور إداري أو سياسي له الا من خلال التوافق الفلسطيني .نعم نتوقع من مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج أن يكون له موقف متسق مع مواقف إخوانه من القيادات العشائرية والإجتماعية في قطاع غزة، فالتاريخ أخي ماجد فرج يسجل المواقف ولا يسجل المواقع، ولا قيمة لكل مواقع السلطة الهزيلة والبراقة عندما يتعلق الأمر بكرامة الغزيين ودمائهم وتضحيات أكثر من ثلاثون الف شهيد وسبعون الف جريح فاحرص أن تقع في هذا الفخ….