
عزة نفس
كان يتفحّص حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي فلاحظ تفاعلا كبيرا مع ڤيديو ظهر فيه طفل يبيع دفاتر الرسم في يوم اشتدت برودته و هطل فيه الثلج بغزارة.
فكّر للحظة و قرر ان ينتج فلما قصيرا من بطولته يظهر فيه بدور “المنقذ” نصير الضعفاء، علّه- أي الفلم- يساعد و لو قليلا في حملة “اعادة التدوير” التي شرع فيها مؤخرا لتلميع صورته أمام الناس الذين طالما اعتقدوا جازمين انه “شيخ النصّابين” و معلمهم الأكبر على الرغم من صغر سنه.
ذهب بصحبة سائقه الى المنطقه التي ظهر فيها الطفل في الڤيديو و أخذ يبحث عنه.
لمح الطفل من بعيد فأوعز الى سائقه بتجهيز الكاميرا و البدء بالتصوير مباشرة عند وصوله الى مكان الطفل. اقترب بسيارته ذات الدفع الرباعي (ام ربع مليون إلا شحطه) من الطفل فالتفت اليه الأخير. ترجّل من السيارة بعد ان تأكد من أن السائق بدأ بالتصوير.
صاحبنا: مرحبا عمّو
الطفل (عاقدا حاجبيه): اهلين!
صاحبنا: شو بتعمل عمّو؟
الطفل: بستنّى بالسفيرة الامريكية تيجي عشان نبحث سُبُل التعاون المشتركة! شو بعمل يعني؟ ما انته شايف شو بعمل!
صاحبنا: بتبيع دفاتر رسم؟
الطفل: لا… ببيع خطط تنمويه!
صاحبنا: شو مالك عمّو؟ ليش بتحكي معي هيك؟
الطفل: مالنيش… إجرَّي قزّزت من الثلج. بدّي اروّح. بدّك اشي؟
صاحبنا: طول بالك عمّو… أنا بدّي اساعدك. انا شفتك بڤيديو من كم يوم و شفت قديش انته رَجل عِصامي بمعنى الكلمة و نفسك عزيزة… عشان هيك بدّي اشتري كل الدفاتر اللي معك. تبيعهم ب ٢٠ الف دينار؟
الطفل: آسف، ببيعش حراميّة!!!