عرِّش يا حمار

عرِّش يا حمار
سهير جرادات

في نهاية كل يوم تدريبي حافل بالتمارين البدنية، وتكرار الوقوف والمشي الإيقاعي المنضبط، ومن باب (شحذ الهمم )، للمتدربين في #معسكرات #التدريب الشبابية، والثناء على أدائهم، وانصياعهم للأوامر والتعليمات الصارمة ، ولرفع روحهم المعنوية وزيادة ثقتهم بالنفس، ” ينفحهم ” المدرب بكلمات الأطراء والثناء ، بقوله : استرح ، ارفع رأسك عاليا ، وعرِّش .. ويختمها بعبارة “عرِّش عرِّش يا حمار” ..
يخضع المتدربون داخل المعسكر لتعليمات صارمة ، بدءا من الاستيقاظ مع ساعات الصباح الباكر ، وترتيب أسرتهم ، وتلميع أحذيتهم ، وتنظيف المرافق الصحية ، والاهتمام بهندامهم ، والالتحاق بالتمرين الصباحي، ليتناولوا بعدها افطارهم قبل ان يلتحقوا بحضور المحاضرات والدورات التأهيلية لتطوير كفاءاتهم ومهنيتهم.
وبعد تناول طعام الغذاء يلتحق #المتدرب مسرعا بالجولة الثانية من #التمارين البدنية ، ومنها الزحف على البطن على التراب، والقفز والركض ، الى ان تتم المنادة عليه للالتحاق بطابور تناول طعام العشاء لينهي بذلك يومه بكل انضباطية واحترافية ، ثم يقضي بعض الوقت ب(التسامر) مع الرفقاء بالمعسكر (ليغفى ) وهو يتحدث معهم من شدة التعب .. وهكذا تعاد الكرة يوميا الى ان ينتهي التدريب ..
في نهاية التدريب ، يتعلم المتدربون عزة النفس والكرامة قبل الانضباط والتقيد بالتعليمات ، لأنهما مرتبطتان معا ، وينقسم المشاركون الى قسمين ، قسم تعلم عزة النفس والكبرياء ، ورفض أن يعرِّش كالحمار ، ووجدناه ناجحا بحياته العملية ( لكن ) خارج البلاد ، ومن بقي في البلد بقي بعيدا عن كرسي المسؤولية ، و(عرش ) على فكرة واحتفظ بكرامته وكبريائه ، وبقيت جيوبة خالية ، ومعدته خاوية .
أما من قَبِل بأن يعرِّش كالحمار .. فقد وجدنا أغلبهم ( عرَّش على #كرسي #المسؤولية ) ، بعد أن تم اختيارهم من قبل المسؤول الضعيف ( ليعرِّش ) عليهم وعلى ضعفهم ، لذلك كانت فرصة للكثيرين ممن كانوا ينتشون كلما سمعوا ( عرِّش يا حمار ) أن نراهم في اعلى المناصب ، رغم أن أغلبهم ( بهيم على وزن فهيم )، وتتم المحافظة عليهم في مناصبهم ومواقعهم فقط كونهم أضعف من أن يقفوا في وجه الخطأ وتصوببه ، تماما كما تتم المحافظة على حياة ( قناص ) العدو (الاحول ) ، خوفا من استبداله ب( قناص ) نظره سته على سته .. وعرِّش يا حمار ، مع الاعتذار للحمار
Jaradat6@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى