رائد عبدالرحمن حجازي
عروسة زيت وزعتر ربما هذا هو أسم الدلع لساندويشة الزيت والزعتر وأذكر عندما كُنت طالباً في المرحلة الإبتدائية كانت والدتي رحمها الله تجهز لي تلك العروس يومياً مع مراعاة التنوع بين محتويات تلك الساندويشة ولكن غالبية الأيام كان الزيت والزعتر هما الأساس ، لا أكتم عنكم سراً فالتنوع كان من باب الرفاهية في تلك الأيام ، ومن الامثلة على ذلك ( #اللبنة_المدحبرة و #الجبنة البيضاء وحتى البيض المسلوق كان له حضوره أحياناً ) لدرجة أننا كُنا إذا سمعنا بأن فلاناً تزوج عروساً أو أنه يبحث عن عروساً للزواج يذهب بنا الخيال لنرسم لتلك العروس صورةً ذهنيةً وهي عبارة عن فتاة ترتدي ثوباً أبيضاً فضفاضاً وحشوته عبارة عن زيت وزعتر ولبنة مدحبرة وجبنة بيضاء .
كبرنا ووعينا وعرفنا بأن عروستنا في الإبتدائي ما هي إلا مجرد تسمية وهي غير تلك العروس الحقيقية . لكن ذكرياتها لا زالت ترافقنا لليوم ، فعروسة الإبتدائي كانت رائحتها في الحقيبة المدرسية وكذلك بقع الزيت على صفحات الكتب وقد فعلت ما فعلته برسومات خليل السكاكيني ونشيد يا بائع التفاح وجدول الضرب ومعركة بدر، وراس روس ، ودار دور .
نعم عروسة الزيت والزعتر كانت ولا زالت تتصدر المشهد بأشكالها غير المنتظمة وسماكاتها المتفاوتة وذلك بسبب ما كانت تتعرض له الحقيبة المدرسية من ضربات ورضوض من هنا أو هناك ولكم أن تتخيلوا ماذا كان يحدث في تلك البيضة المسلوقة وقطعة كيكة العَجل وغيرها وخصوصاً في الرحلات المدرسية . نعم عروسة الزيت والزعتر كان لها الفضل علينا بعد الله بأنها كانت تساعدنا على الحفظ فها هي بقعة الزيت الكبيرة تغطي بيتاً من الشعر أما البقعة الصغيرة فكانت بجانب أسم الشاعر أما حبات السمسم فكانت دليلنا على معاني #الكلمات . نعم فعروسة الزيت والزعتر كانت ولا زالت تتصدر دفتر العائلة للتربية والتعليم .
مع أن التطور أخذ مكانه في حياتنا وأصبح هناك ما يسمى بصندوق الطعام لطلاب المدارس بحيث لا تختلط مكونات العروس مع صفحات الكتب ولا حتى يسمح للرائحة بالنفاذ لتبقى صفحات الكتب نظيفةً لا يشوبها أي شائب سوى حبر الطباعة ، لا بل تعدى الأمر هذا الصندوق وأصبح التعليم عن بعد فيه كل البعد عن التعليم .