“عربات جدعون 2″… تتعدد عمليات الاحتلال العدوانية في غزة والفشل واحد

#سواليف

رغم شراسة آلة الحرب الإسرائيلية، وتعدد #العمليات_العسكرية التي حملت عناوين مدوّية مثل ” #جدعون 1″ و “جدعون 2″ و”العز والسيف” وغيرها، فإنّ #الاحتلال #فشل خلال العامين الأخيرين في تحقيق هدفه المركزي إخضاع قطاع #غزة وكسر إرادة مقاومته.

وبحسب بعض المتابعين فإن هذا الفشل المتكرر لم ينعكس فقط على الصعيد العسكري، بل كشف كذلك حدود القوة الإسرائيلية أمام صمود المدنيين والمقاتلين على حد سواء، وأثار تساؤلات عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي وحلفائه حول جدوى هذه الحرب الممتدة التي تحوّلت إلى #حرب_إبادة بحق أكثر من مليوني إنسان في #غزة، دون أن تحقق أهدافها المعلنة.

من جانبه شدد الكاتب والمحلل السياسي فريد أبو ظهير على أن نتنياهو على وجه الخصوص، وقادة الاحتلال، يتخبطون في قراراتهم بسبب عدم قدرتهم على حسم الحرب على غزة.

ورأى أبو ظهير أن قادة الاحتلال يتصرّفون بدافع الانتقام، وهناك آلاف الأدلة على ذلك، منها قصف مناطق مدنية، مثل المستشفيات والمدارس والمساجد والجامعات ومراكز الإيواء وحتى مبانٍ تابعة لجهات إغاثية أممية، ومنها عدم الاكتراث بالمجاعة وبقتل الأطفال والنساء، ومنها إجراءاتهم في الضفة الغربية التي تؤكد أنهم يحاولون أن يعوّضوا خسارتهم في غزة من خلال إحراز إنجازات دعائية، بإقامة عشرات المستوطنات والاعتداء على المدن والقرى والأراضي الزراعية الفلسطينية.

ولفت أبو ظهير الى أن عمليات الاحتلال خلال عامين في غزة امتازت بشدّة العنف والقصف والقتل، وكذلك بكثافة الحضور العسكري من حيث القوى البشرية (عدد الجنود)، والآليات، والضربات الجوّية وهذا ما يؤكد نيات الاحتلال الانتقامية والاستعراضية والاغراض الردعية التي يسعى لها.

وبحسب أبو ظهير فان نتنياهو يعتقد أن ما يسميه “الضغط العسكري” سيحسم المعركة، وفي كل مرّه، يخرج بتسميات جديدة للعمليات، ويضرب بقوة أكبر من السابقة، وفي كل مرّة يفشل في تركيع المقاومة ودفعها للاستسلام، بل وفي كل مرّة تقع خسائر مؤلمة للجانب الإسرائيلي نتيجة العمليات النوعية التي تنفّذها المقاومة في غزة، وهو ما يثير غضب نتنياهو.

وعن تلويح بتصعيد العمليات في غزة والشروع بعلمية “جدعون 2″ قال أبو ظهير:” التهديد باجتياح غزة هو حلقة لا تختلف عن سابقاتها وتعني المزيد من العنف والدمار، ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة، ولكن بنفس الوقت، لا أفق لهذه العمليات؛ كونه لا يوجد بالمطلق أي رؤية واضحة حول علاقة هذا الاجتياح بالقضاء على المقاومة.

ويرى أبو ظهير بان أي عملية جديدة ضد غزة تعتبر حلقة جديدة تسعى لإيهام الإسرائيليين، بل والعالم، بأن الحرب لا تسير على وتيرة واحدة بلا أفق وبلا سقف زمني، بل تسعى لإدخال العالم في أوهام أن كل مرحلة تحقق أهدافاً جديدة، ويمكن أن نطلق على هذه السياسية “سياسة الهروب إلى الأمام”.

ويستدرك أبو ظهير بالقول: “في نهاية الأمر سيستفيق الإسرائيليون، والعالم الذي يشيح بوجهه عن الجريمة التي تحدث في كل لحظة في غزة، على أن كل الخطط الإسرائيلية كانت مبنية على أوهام وأكاذيب، وسوف لن يستطيع حلفاء الاحتلال الإسرائيلي الهروب من المساءلة التاريخية والأخلاقية، ومن ازدواجية المعايير في التعامل مع هذا الاحتلال الذي سحق كل القيم الإنسانية على أبواب غزة”.

وختم “ربما لم تفلح كل هذه الجرائم بتحريك العالم لإغاثة غزة، ولكنها أفلحت في استنهاض القيم الإنسانية لدى مليارات البشر حول العالم، وهو ما من شأنه أن يُحدث تحوّلاً في السياسات العالمية، وإعادة نظر في المبادئ والقيم التي وضعها الغرب لحماية الإنسان وتحقيق العدالة والحرية للشعوب”.

الكاتب والمتابع للإعلام الإسرائيلي ياسر مناع، أكد أنه من الضرورة التوضيح أنّ الحرب الدائرة على قطاع غزة لا يقودها بنيامين نتنياهو كشخص، بل هي حرب إسرائيلية شاملة تحمل في جوهرها طابعًا استراتيجيًا وجماعيًا، نابعًا من رؤية المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية الإسرائيلية تجاه القطاع. غير أنّ نتنياهو يوظّف هذه الحرب توظيفًا سياسيًا مباشرًا، مستغلاً الميدان لتعزيز مكانته الداخلية، وترميم صورته أمام جمهوره وخصومه في آن واحد.

وأشار مناع إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ذات طابع تراكمي؛ فكل عملية تُبنى على ما سبقها من تجارب عسكرية واستخبارية، بحيث تُعيد إسرائيل صياغة تكتيكاتها، وتختبر حدود قدرات المقاومة، وتُدخل تحسينات أو تعديلات على استراتيجياتها القتالية. ومن هنا، يمكن القول إنّ غزة بعد كل عملية ليست كما كانت قبلها على حد قوله.

مع ذلك تابع مناع:” فإنّ نجاح هذه العمليات يبقى في جانب معين جزئيًا ومحدودًا، فإسرائيل لم تحقق بعض الأهداف التي أعلنتها بصورة كاملة: فهي لم تتمكّن من إعادة جميع الأسرى، ولم تستطع تدمير القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية بصورة جذرية، كما بقيت بنية المقاومة قادرة على الأداء في الميدان.

وختم:” هذا التناقض بين حجم الدمار الهائل الذي تخلّفه إسرائيل وبين محدودية النتائج الاستراتيجية يُبرز مأزقها الدائم: فهي قادرة على إحداث خراب واسع، لكنها عاجزة عن حسم الحرب”.

وبدعم أمريكي، ترتكب دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية أكثر من 62 ألفا و 122 شهيدا، و 156 ألفا و 758 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 269 شخصا، بينهم 112 طفلا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى