عذرا لن افتح النافذة / نور الجابري

عذرا لن افتح النافذة

لم يكن بالشيء اليسير او الهيّن لي أن أستقبل أطفالا صغار من خلف نافذة السيارة و هم غارقون بالذلِّ و مغسولين بالمطر ،و مع الأيام أدركتك ماهية التسّول و كيف ان غالبيته مهنة يمتهنها البعض و تسيّر من قبل منظومة كاملة ،أضعفها الاطفال الصغار رغم انهم أبطال المشهد و الضحية الاولى ،و هكذا ما عدت التفت الى احد بينما أتذوق مرارة الانتظار في أزمة خانقة و شوق لضوء اخضر و مصير قادم ،لم انطق سابقا حكما على التسول أو المتسولين ،خوفا من الظلم في اتخاذ الأحكام ،غير اني عدلت عن فكري بهم ،فهذا هو واقعنا ،
فكرة التسول هي تعويض النقص لعدم القدرة او الرغبة بالانتاج ، غير انها تحولت لمشروع قومي ،حيث ان الدول نفسها باتت رغم قدرتها تقوم بطلب المساعدات و تبحث عن اي حجة لتقوم بذلك فأصبحت تتسول و لو بحجة الضيف ،كيفما كانت الجارة تبعث بأحد أطفالها ليستعير قليل من القهوة من بيتٍ مجاور ،و مثل اي فكرة ، تطوّر التسول ليصبح داخليا ، تقوم به الدول و تجّمله على شكل ضرائب و انعدام خدمات ، و لها أبطال مثيرين للشفقة ،اقصد بعض ذوي البدلات و جابي الكهرباء و من الممكن أيضا صاحب الدفتر ،و هكذا يقتسم الفساد و المفسدون ما في جيوب المواطنين .

لسنا اغنياء و انت لستَ فقير يا وطني و ليس من شيمك التسول ،
عذرا يا وطن لن تفتح النافذة بعد الان.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى