(عذرا قارئتي( تلمسان)!!!!

(عذرا قارئتي( #تلمسان )!!!!

د. #بسام_الهلول


…من إغرابي هنا مرة أخرى اكاد اقسم قسم الثوار( وحق الله القسم انهاحدثت )
كنت أيامها وعمتك الكبرى رحمها الله نلوذ بعصائب جدتك رحمها الله وهي تجوّد خبزها من قمح هذا الوطن . وعلى غير عادتها نهضت لا ريث ولا عجل مبكرة كدمدمة الريح عند شباك مسكننا المتهالك والوقت( غلس) والذي نسب اليه خبز( الغلاسي) العويص كان يصنع للذاهبين عمان ليستديم طويلا في معى من يأكلونه حيث يثرد في اللبن وليصبر متعاطيه على مسافة الطريق وغلس موظفي السرايا وحاملي مفاتحها ..يعم الصمت واذ بجلبة تاخذ المكان ويفتح الباب على نداء ووقع حوافر الخيل ويعود الوالد يحمل ورقة واذ بها ( مذكرة جلب) وعادة تستخدم هذه اللفظة في عالم المعيز والشاة عندما ينهض الفلاحون باكرا يجلبون أغنامهم للبيع ولا زالت مستخدمة من لدن( المخزن) كما ورد في كتب( التراتيب الإدارية) القديمة وورد ذكرها عند صاحب المقدمة( ابن خلدون) ولا زالت اللفظة هاته مستخدمة من لدن المغاربة..وبدت حركة للوالدة غير اعتيادية في ذلك البيت الذي نسميه( القطع) حيث يجتمع الماعز والشاة وسكانه معا وحيث يختلط النشيج مع الشاحج والصاهل والنهيق ..وعلى مسمعنا بدت تتردد على لسانهما ( القايش) و( الصفرة) ونحن اذ ذاك لاندري ما القايش وما الصفرة وغالب زعمنا انها نوع من الحلوى او( المطعم) وضج البيت كله رغم سعته( القايش). الصفرة وأخذنا التأويل أنا وشقيقتي رحمها الله حيال هذا ( المتلقي) وذهب بنا التفسير وأخذنا إلى مناحيه والأمر كما يقول اللغويون( على مقتضاه) فطرنا فرحا لعله سيجلب الينا الوالد آليوم من عمان وعمان كانت لهجا ومغناة( عمان يامبعدك عمان والفأل رفيقنا( مااقربك على الحناتير) حيث( الحنتور يهون مشاق ونصب السفر اليها) ولعها فرصة ان نجدد بيعة للانفكاك من حلوى كان يبيعها ذلك التاجر بمادبا حيث يخالطها طعم المسامير وماتحذى به الخيل والبغال لعلنا في هذا اليوم الذي سيهبط به الوالد إلى عمان فرصة للخلاص من حالة( الشرك) شرك الحلوى ( الكعيكبان) وما يخالطها من اذى( ماتحذى به الخيل والبغال)
جميل بنا هذا اليوم ان نكون مع الموحدين في رحلة ( التوحيد) حيث الاشياء في عمان لاتختلط ببعضها اذ صف الاول لا يختلط مع السادس كما هي مدرستنا اذ ذاك فالحاضرة مبدعة بفصل العلوم عن بعضها لا كما ابداع الأشياء وخليطها في قريتنا حيث تمنزج رائحة( الإسطبل) مع المنبعث مع دخان( الموقد) وحيث يختلط صوت( البريموس) مع ثغاء الشاة ورائحة القش والتبن بينما عمان كما تقول الفلاحة( عمان غير ياعم) كل شي غير بعمان حتى نطق بعض سادتها( احنا بخير الله بخير) حتى( القهقهات) تختلف لا كما( التصهال يختلط بعالي الصوت مع ( النهيق) فالصهيل متفرد في عمان لايشوبه( النهيق) كما الشأن عندنا في قريتنا وقد يتفرد ( النهيق) بعمان لايشوبه مايصدر من فحيح الأفاعي عندنا ولا يخالطه( صياح ديك الحجة فلاحة)
وقفنا جميعا نودع الوالد وندعو له بسلامة العودة ومشاعرنا مختلطة بجميل الوعد عند عودته لنذوق معه عند عودته حلاوة ( عرفان) خطاب عمان انه( القايش والصفرة) سيعود بها الوالد وسيضحك الفرح هنا عند عودته مااجمل ان يجتمع لنا(الصبا مع مذاق الصفرة والقايش) واذ بالوالدة تنهرنا وظننا انها كلمة التدلل تصرف من الوالد للوالدة فعمنا الحياء والخجل فهمنا انها( Lamour ( من قاموس العاشقين وغلبنا النعاس وآذاننا ألقيناها هناك عند حافة( المنقل) ودار الحديث بينهما ( الصفرة) القايش ولازلنا ننتظر( السفط) او( الجفر) خبيء اصحاب العقائد او خبيء بائع الحلوى بعمان وانفضح السر مع خيبتنا ان الوالد مطلوب للقيادة بعمان اذ لم تزل ذمته مشغولة بحديدة القايش( الصفرة) او( الابزيم..) حيث ينشط بها القايش
تذكرت حيالها ما وجدته مخطوطا عند صاحب( تحفة الأمراء ) ان حاجا مغاربيا اصطحب معه ( حصاة) من فناء الحرم المكي تيمنا وبركة إلا ان هذه الحصاة بقيت تبكي طيلة الحول إلى أن أرجعها إلى مكة في قابل فسكتت وعادت اليها سكينتها
ولما سئل مالك عن عويلها وبكائها قال لهم لهم دعوها تنتحب بكاء ومكاء وتصدية فقالوا ياسيدي هي حصاة!!!! فضحك مالك حتى بدت نواجذه كما بدت نواجذي واختي ان ( المخزن) بعمان لم يهدأ له بال ذلك ان القايش انتخب بكاء لغياب الصفرة ولما أعادها والدي بعد تهديد من ( الفرسان) اما غرامة او السجن حتى يقوم برفد القايش الذي فقد صفرته بعد غياب( سبعة عشر ربيعا) او قيضا او شتاء او صيفا حتى يقوم بإعادة ( الصفرة) او( الابزيم) إلى عهدة القيادة بعمان او غرامة او السجن ان لم يسارع بتسليمها إلى القيادة او( المخزن) …يالها من فرحة ماتمت ..عظيمة ذاكرة المخزن في هذا الوطن فلا تفوتهم صغيرة او كبيرة ياالله فما بالها هذه الذاكرة حيال وطن بأكمله وقد استكمل دورته في( التهريب) كيف يحصل هذا حيال حصافته وحرصه على( صفرة قايش) مااروع ذاكرة المخزن اذ تحس بحنين( القايش) لصفرته مااروع حضورهم وإحساسهم بعذابات( القايش) ورجع الصدى من نشيجه وقد فقد( وليفه) الصفرة …فتمتمت بكلمات اكاد أسرّها بضاعة ( يالحصافة ذاكرة هذا الوطن تستحضر لغياب صفرة قايش بل تحس بنشيج قايش غابت عنه صفرته . فكيف لها وهي لاتستحضر غياب رجالها) …!!!!! فما باله لو استيقظ رجل المخزن اليوم ونظر وبسر ، وفكّر ثم قدّر!!

اعلان
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى