عدوى #الاحزاب_الأردنية حاليا.. #التشكيل و #الآفاق ..قراءة تحليلية.
ا.د حسين محادين
(1)
اعلن احترامي لكل شخوص الاحزاب المشاركين/أت في تأسيس اي حزب اردني كجزء من حقوق المواطنيين الدستورية نحو زيادة المشاركة السياسية والانتخابية في عملية الاصلاح، وهذه الاجتهادات”التأسيسية” التي هي بطور السيرورة هي ما سأتناولها بالتحليل هنا، البنية، والتحديات التي تواجهها وما يمكن ان تصل اليه في المحصلة.
(2)
لعل ابرز تحدِ يواجه عمليات تأسيس الاحزاب في الاردن وتحديدا بعد ان سلمت” لجنة الاصلاح” توصياتها لجلالة الملك هو المواقف النفس/ سياسية غير الايجابية للاردنيين نحو الاحزاب والعمل الحزبي منذ تسعينيات القرن الماضي، ولنا في موضة تشكيل الاحزاب”الوطنية” غير الايدلوجية/ العقائدية وهشاشتها خلال العقدين الفائتين ما يكفي للبرهنة على حجم هذا التحدي البنوي امام اي من المؤسسين للاحزاب الجديدة التي يتداول اخبارها الاردنيون المتنورين همسا او على هامش يومياتهم خصوصا في المحافظات خارج العاصمة الحبيبة عمان.
(3)
يلاحظ المتابع واستنادا لاطروحات علم اجتماع السياسة ، ان من يتم التهامس باسمائهم / هن كأعضاء مؤسسين في جُل هذه الاحزاب الهشة اهدافا واداء مؤسسين خصوصا من حملة الالقاب”معالي،عطوفة، باشا..” لا يربط بينهم اي حبل سريّ فكري او تاريخ حزبي او حتى”طبقي مصالحي واضح” كي تكون مبررا متناميا لإنضاج عمليات الكسب والتأييد الشعبي لتأسيس حزب بغض النظر عن اسمه كي يحمل بداخله عوامل استمراريته، او حتى الوثوق الشعبي باحتمالية خروجه معافى اي دون انشقاقات/استقالات صادمة بُعيد انعقاد مؤتمره التأسيسي الاول كما حصل مع التحالف المدني قبل شهور، خصوصا وان التنافس على المركز الاول في اي تنظيم رسمي او تطوعي هو عادة ما يكون شخصيا ومناطقيا وهما عاداتان اردنيتان بامتياز يجب الانتباه لهما من قِبل اغلب المؤسسين الاغرار في العمل الحزبي .
(4)
يلاحظ ان معظم المؤسسين للاحزاب يتحدثون همسا او علنا احيانا انهم مدعومون من فوق او من الجهات الامنية رغم ان الديوان/ا الملكي والحكومة قد اصدرا بيانا ينفي فيه مثل هذه التقولات المزعومة كما قالوا ، لكن المؤلم ان يستغل بعض المؤسسين شهوة المنصب/الوظيفة او التعين عند المواطنيين البسطاء، جراء ما يعانون من فقر وبِطالة وغياب التوزيع العادل لمكتسبات التنمية بين محافظات والوية الوطن بهدف تنظيمهم حزبيا .
( 5)
من الملاحظ ان هناك استنساخا واضحا في ديباجات واهداف تأسيس الاحزاب الجديدة، فالافكار متقاربة، والاحاديث الخجلى للآن متحشرجة لدى طارحي او تحت عناوين فكرة هذا الحزب او ذاك، تحت عناوين التنمية الاقتصادية او السياسية الانتخابية..الخ والتي تصطدم بالذاكرة الجمعية. المتشككة بحكم خبرات المواطنيين السابقة مع الاحزاب الاردنية التي انطلق بعضها وانشق على مدار عقدين من الزمن بإدارة وليس بقيادة اصحاب دولة ومعالي واعداد من الوصولين والذين بدورهم قد أسسوا لعدم ثقة المواطن واستمرارها للآن بالأحزاب الموسمية بغض النظر عن الالقاب او الاموال التي تسبق اسماء ببعض مؤسسيها، وهذا تحد أخر يجب تحليله علميا كي تنجح عمليات تأسيس احزاب تحتمل نيلها فرصة القبول والاستمرار الشعبيٓين.
(6)
اخيرا..
يخطىء بعض المؤسسين للاحزاب الواعدة، ان اعتقد بأن عملية تأسيس حزب ما ضمن محددات قانون الاحزاب الحالي عملية سهلة، ويخطىء مجددا ان اعتقد بأن الاردنيين لا يعيرون اهتماما خاصا للشخوص المؤسسين، في اي حزب ناشيء من حيث:-
فكرهم ومدى نضجه، تاريخهم الشخصي والوطني، مواقفهم في الظروف الحياتية اليومية و الانتخابية والاستثنائية مع اهاليهم ومجاوريهم في محافظاتهم والويتهم..
لذا كما يقال النجاحات حزبية او غير حزبية تكسب في مراحل الاستعداد لإشهارها…فهل انتم فاعلون..؟