عجوز صغير وطفل كبير

عجوز صغير وطفل كبير
كامل النصيرات

من العجائب القدرية التي تضحكني دائما وانا استهزئ بي؛ هي تلك الحالة التي تتلبسني بأنني طفل كبير. طفل لا يريد ان يعترف انه بشارب يربط فيه جبلين عظيمين ولا يقف عليه الصقر فقط…!
ما زلت اضحك حينما يقول لي أحدهم: يا حج او تناديني صبية ما زال أحمر خديها يتورّد أكثر: عمو ..! اعترف بانني اقول لها : عمى يعميكي ويعمي اللي خلفوكي..! لا اريد للطفل داخلي ان تجرحه لحظة صدق واقعية لأنني لم اعش طفولتي بعد..!
اضحك على نفسي الآن الف مرة حينما اتذكرني صغيرا وكيف كنت ارد على الكبار و افحمهم ويقولون لي بلحظة تجلّ : انت مسحوب من لسانك وما بينقدرلك ! وأجمل تعبير حينها : عجوز صغير ..!! كنت اطرب واسخسخ والعن سنسفيل الزمن الذي اريده ان يمشي سريعاً لكي اكبر وأكبر واصبح مفتاحا من مفاتيح الرجولة ..!
وكبرت !! نعم الف كبرت!! مليون كبرت!! بل شخت قبل اواني وصرت ابحث عني ولا أجدني لاني هارب مني ولا امسكني لأني تائه بين عجوز صغير حرق مراحله مبكرا وطفل كبير يريد ان يحذف مراحل سابقة ويعود صبيا على سطوح الجيران..!
اسف لكل لهذا الخلط الزمني يا عمري فقد فقدت بوصلة الوطن وها أنا اضيع بما لا اشتهي و انام على غير فراش واصحو وتجاعيد طفولتي تبكي على سخرية القدر..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى