عبور #القوات #المصرية لقناة #السويس أكبر مانع عسكري في العالم
#موسى_العدوان
يقول المشير عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر، في مذكراته بعنوان ” #حرب_أكتوبر 1973 ” ما يلي :
” وفي إسرائيل، كانت القيادتان السياسية والعسكرية تناقشان الموقف يوم 5 أكتوبر 1973. إلاّ أن الشكّ كان يراود السيدة مائير رئيسة الوزراء. وبعد انتهاء المناقشة استدعت الجنرال إليعازار رئيس الأركان الإسرائيلي إلى منزلها ليلا في نفس اليوم لإعادة تقييم الموقف، وأرادت ان تطمئن منه على أن القوات المسلحة المصرية، غير قادرة على اقتحام وعبور القناة.
وبعد أن أخبرها الجنرال إليعازار بالآراء ووجهات النظر، ختمت مائير حديثها بالسؤال الآتي : هل تعتقد أن بإمكان المصريين عبور القناة ؟ إن هذا هو الأمر الهام في أي أحداث يمكن أن تقع، إنني أسألك بصفتك رجلا عسكريا.
أريد أن أتأكد منك بالذات، بعد أن أكّد لي الجنرال بارليف منذ دقائق، أن عبور المصريين القناة أمر مستحيل، فإنه أعد قنوات بترولية تعمل في دقائق، فيتحول كل شبر في خط المواجهة بمنطقة القناة إلى كتلة حريق قاتلة.
رد عليها إليعازار بقوله : المعروف دوليا أن أصعب الموانع المائية في العالم اثنان لا ثالث لهما، وهما قناة السويس وقناة بنما، وذلك لطبيعة المياه والعمق والعرض لكليهما. وإذا أضفنا لذلك كله المواقع الحصينة في خط بارليف، ومواقع الإشعال البترولي، ثم سمك الساتر الترابي، فإن ذلك كله – بدون أي تفكير – كاف لدلالة على استحالة عبور المصريين قناة السويس.
وأنا اتفق مع الجنرال ديان على أن أي تحرك عسكري إسرائيلي، لن يكون أو لن يخرج عن نطاق ضربة جوية لمطاراتنا في الجبهة ومراكز الاتصال والقيادة، وهذا أمر نتدبره جيدا ونحسب حسابه الدقيق. ثم أن المعروف عن المصريين والسوريين، أنهم متدينون بطبيعتهم، فكيف يقاتلون في شهر رمضان وهم صائمون؟ ثم أن تقاريرنا تشير إلى أن الحالة هادئة جدا على ضفتي القناة.
وفي صباح يوم السبت 6 أكتوبر 1973 ( 10 رمضان ) وصلت القوات المصرية والسورية إلى أقصى درجات استعدادها، لبدء الحرب في التوقيت المحدد، طبقا لخطة الهجوم في الجبهتين المصرية والسورية، التي أطلق عليها اسم ( بدر ). كنا في مركز عمليات القوات المسلحة، نعمل لتنفيذ (مناورة التدريب)، ولكن الحقيقة كانت أن عقولنا وجهودنا مركّزة لتنفيذ العملية الهجومية.
وعندما حان الوقت المناسب استُبدلت خرائط ووثائق التدريب بخرائط ووثائق الحرب، وأغلقت الأبواب الحديدية لمركز العمليات، لمنع دخول أو خروج أي شخص ضمانا لسرّية العمل المنتظر. وكان ذلك إيذانا للجميع بأن الحرب على وشك البدء . . .
اتخذ كل فرد في مركز العمليات مكانه بصمت، والعيون كلها مركّزة على خرائط العمليات، في يوم كانت تنتظره قواتنا المسلحة والشعب المصري والشعوب العربية كلها. وفي صباح ذلك اليوم – 6 أكتوبر – بدأت في إسرائيل الاحتفالات بعيد الغفران ( يوم كيبور ). وصل الجنرال ديان وزير الدفاع الإسرائيلي ومعه بعض القادة العسكريين، لزيارة القوات في حصون خط بارليف على الضفة الشرقية للقناة، للاطمئنان على الموقف وتهنئة قواته بالعيد.
شاهد ديان بنفسه الموقف على الضفة الغربية للقناة من أحد أبراج المراقبة، فرأى الجنود المصريين يستلقي بعضهم في استرخاء على شاطئ القناة، وبعضهم يلعب الكرة، ويسبح البعض الآخر في مياه القناة. اطمأن ديان أن كل شيء عادي وهادئ، وعاد إلى تل أبيب مطمئنا مرتاحا لتلقي تهاني زملائه بعيد الغفران.
وفي حوالي الساعة الواحدة ظهرا، وصل الرئيس الراحل السادات مرتديا ملابسه العسكرية ومعه الفريق أول أحمد اسماعيل، واتخذ كل منهما مكانه في مركز العمليات، بانتظار الساعة التي ستدق إعلانا ببدء الحرب في الساعة 05, 14 ( الثانية وخمس دقائق ظهرا ) يوم السبت 6 أكتوبر 1973، الموافق 10 رمضان 1393.
وفجأة حدث الانفجار، عندما أشارت عقارب الساعة إلى التوقيت المحدد، ونشبت الحرب بمبادأة من مصر وسوريا في وقت واحد ضد العدو الإسرائيلي. وبذلك اندلعت الشرارة في الشرق الأوسط لتحرق الظلم والعدوان، الذي أصابتنا به إسرائيل منذ إنشائها، في حروب متتالية واعتداءات متكررة، كان آخرها حرب يونيو 1967″. انتهى.
رحم الله المشير الجمسي والفريق الشاذلي، وجميع من شارك في حرب أكتوبر 1973 من أبطال الجيش المصري العظيم، الذين خلّد التاريخ ذكراهم في صفحات المجد والفخار.
التاريخ : 5 / 10 / 2022