“نعلن نحن مجموعة من أعضاء الحزب (200 عضو)، تقديم استقالتنا الجماعية بعد دراسة متأنية للأوضاع الحالية وما آلت إليه الأمور داخليا”.
هذه العبارة وردت ظهر الخميس في رسالة #استقالة_جماعية قاسية جدا للعشرات من أبرز وقادة “ #حزب_التيار_المدني” الأردني الذي يواجه جراء ذلك، إذا ما قدمت المزيد من الاستقالات، مخاطر تدخل الهيئة المستقلة للانتخابات وبالتالي سيناريو “حل الهيئة العامة للحزب”.
استقالات حزب التيار المدني أعقبت ليس ما وصفته رسالة المستقيلين بـ” #نتائج_الانتخابات المخيبة للآمال”، بل إخفاق جهود ضم القيادي المؤسس في الحزب قيس زيادين للحكومة الجديدة، حيث كانت بعض التقارير تتكهن أن يمثل رئيس الوزراء جعفر حسان التيارات المدنية ولو بـ”مقعد وزاري واحد”.
زيادين نفسه صرح بأنه يشارك المستقيلين بعض قناعاتهم.
والمثير أكثر أن حالات الاستقالة النخبوية والجماعية من الأحزاب بعد تشكيل الحكومة ونتائج الانتخابات بدأت تهاجم بقسوة الأمناء العامين والقيادات العليا في الأحزاب التي شهدت “سلسلة هزات ارتدادية” وفوق ذلك تكشف عن “تفاصيل فضائحية” هنا وهناك.
ولم تقتصر الاستقالات على التيار المدني فبعض التسريبات بدأت تتحدث عن “جدل ونقاشات” داخل هيئات #حزب_الميثاق أكبر أحزاب الوسط والذي تمثل في حكومة حسان بـ5 حقائب وزارية، فيما قدم قيادي بارز جدا في الحزب الإسلامي الأردني هو وزير الأوقاف الأسبق الدكتور هايل داوود استقالة خشنة اتهم فيها الأمين العام الدكتور مصطفى عماوي بالفوضى والفردية والتسبب بـ”سقوط مريع في الانتخابات”.
بعض التسريبات بدأت تتحدث عن “جدل ونقاشات” داخل هيئات حزب الميثاق أكبر أحزاب الوسط
وفي الأثناء تخلى الأمين العام لحزب إرادة الوسطي نضال بطاينة علنا عن الوزير في الحكومة خير أبو صعليك ونشر يقول بأن الأخير لم يسجل بعد رسميا بكشوفات الحزب واللجنة المختصة لم تسجله ولكنه عبر عن رغبته في الانضمام.
وفي الأثناء ألمح حزب “ #جبهة_العمل_الإسلامي” مبكرا وضمنا بحجب الثقة عن وزارة الدكتور جعفر حسان ووصفها بأنها تدلل على أن “نهج اختيار الوزراء لم يتغير” وصدر بيان عن المكتب التنفيذي للحزب يندد بعدم وجود معايير واضحة في توزير نحو 14 شخصا من الحكومة المستقيلة.
وحرص الرئيس حسان على “توزير” 8 حزبيين من حزبين فقط لكنه أعلن بأن اختيارهم تم بمعيار الكفاءة وليس بتنسيب أحزابهم.
وتقول مصادر داخل أحزاب أخرى هي العمال وتقدم باحتمالية الإعلان قريبا عن “استقالات” بسبب نتائج الانتخابات فيما كانت الأمين العام للحزب “الديمقراطي الاجتماعي” سمر دودين أول من استقال فعلا بعد يوم واحد من الانتخابات.
وبسبب فوضى العمل الحزبي وبروز تجاذبات وخلافات ثمة ما يؤشر على دلالات تجاذب حادة على خلفية انتخابات #رئاسة_مجلس_النواب مع بداية انعقاد الدورة الدستورية المتوقعة في الأول من شهر أكتوبر.
ولا يبدو أن مسيرة رئيس المجلس الديناميكي أحمد الصفدي مريحة نحو جلوسه مجددا على مقعد الرئاسة الذي يرجح كثيرون أن يجلس فيه شريك الصفدي في حزب الميثاق الجنرال والوزير السابق مازن القاضي فيما يطمح بالمقعد أيضا الأمين العام للحزب الإسلامي الأردني الدكتور مصطفى عماوي والنائب نصار القيسي.
وجود كتلة صلبة من الإسلاميين قوامها 31 مقعدا يربك حسابات رئاسة المجلس والمواجهة على الأرجح محتدمة بين “حيتان وأقطاب” في السياق مما قد يدفع الأمور باتجاه “مرشحين أخرين” من خارج المتنافسين العلنيين الآن.