عادتنا الاجتماعية البالية أهلكتنا..!!

عادتنا الاجتماعية البالية أهلكتنا..!!
باجس القبيلات

لقد كتب على “الأردن” أن تلم به مصيبة رهيبة لا عهد له بمثلها من قبل.. وفدت من آخر أسيا ونزلت في كل بقاع الأرض.. واختارت أجسام الناس مسكنا لها.. مما جعلهم في حالة رعب وقلق يومي خوفا من هذه الجائحة المروعة التي أهلكت العالم أجمع.. ولم يستطع الأطباء والعلماء التغلب عليها بعد.
والمثير في المشهد أن الوباء ما ينفك يشتد قوة ويتسع مدى.. مع أن الحكومات وفرت جميع إمكانتها ومستلزماتها وطاقاتها البشرية.. للحيلولة دون تفاقم العدوى بين البشر ..ولكن للأسف الشديد.. إلا أنه لا يمر يوم دون أن نسمع فيه عن وفيات أو إصابات جديدة.. حتى أصبحت حياة الخلق على شفى واد عميق.
أما الناس في الوطن فقد أصابها الضجر والملل ومرت الأسابيع الماضية حزينة قاسية.. سواء على الموظفين الكادحين الذين تعرضوا للاضطهاد حين اقتطعوا من رواتبهم الشهرية على امتداد عام كامل أو على أولئك المستضعفين الذين فقدوا مصدر قوتهم بسبب الحظر المنزلي.. وراحوا ينتظرون الهبات والمساعدات الحكومية التي لا تفي بالغرض المطلوب.. على أمل أن تختفي الجائحة وتعود الحياة في القريب العاجل إلى سابق عهدها.
ولكن الجائحة لم تتوار حتى مع دخول الشهر الفضيل – المليئ بالقنوط والكسل – وازدادت الأمور تعقيدا.. وظهرت علامات الخيبة على وجوه الأردنيين البائسين.. مما ساهم في استمرار فرض الحظر وانخفاض وتيرة الحركة الاقتصادية كثيرا.. ولكن السلطة جازفت على غير المتوقع ورفعت الحظر بشكل جزئي درءا للمعاناة.
على وجه العموم من المنتظر أن تنفرج الأزمة بعد العيد وتعود إلى ما كانت عليه سابقا.. ولكن بشكل تدريجي.. على رغم أنه يصعب علينا أن نحدد على وجه الدقة المصير الذي سيؤول إليه الوباء اللعين في الأسابيع القادمة.. علما أن الأحداث في تصاعد مستمر .
على كل حال لابد أن يأتي يوم ما وتسدل الستارة على أحداث هذه المعضلة التي روعت الشعب.. شريطة أن نبتعد كل البعد عن حماقتنا وبعض عاداتنا الاجتماعية البالية.. وأن نلتزم جانب الحكمة والحذر والتروي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى