منزل جدي / حنين ناجي

منزل جدي
في مثل هذا اليوم خرجنا من هناك و وكنا ننتظر حلول الظلام كي نعود ولم نعلم أن الظلام احتل المكان وأننا لم يعد بمقدورنا أن نعود ابدا
كم هو شعور مروع أن تفقد كل شيء بدقائق وان تتحول رغما عنك إلى لاجيء لا يملك سوى ما يرتدي من ملابس بعد ما كنت تملك كل شيء جردك الظلام من كل شيء فلم يبقى سوى مفتاح لمنزل لا تدري ان تبقى له أثر ام زال ولا تدري هل ستتمكن من العودة إليه ام لا !
صدقني يا ولدي اكمل الجد كلامه واغرورقت عيناه قال يا بني لا زلت احتفظ بالمفتاح وأريد منك أن لا ترميه حتى وإن رحلت فلربما عدت انت واخوتك وأكمل ستجد هناك حصانا وشجرة تين وفي الخلف شجرة زيتون وبيت للحمام وفي الداخل غرف كثيره و مطبخ وحمام وشرفة تشرق فيها الشمس ولا تنام وقرب المنزل من ناحية اليمين دار جارنا ابو مروان ومن الشمال دار المختار وفوق التلة البعيده مخبأ صغير لا يعلم أحد أنه مكان يختبئ به الأحرار لا أحد يعلم سواي انا والمختار
قاطعه الحفيد جدي أيعقل انك لازلت تذكر كل شيء ولماذا إذن تنسى اسمائنا انا وأخي
ضحك الجد قد انسا كل شيء إلا أرض السلام وقد تخونني ذاكرتي في الكثير من الأشياء إلا هذا اليوم ففي هذا اليوم يا ولدي انقلبت حياتنا رأسا على عقب وتجرعنا نكبتنا جيلا بعد جيل و تحولنا من أصحاب الحق إلى خونةو إرهابيين
فمن خرج يا ولدي من هناك على أمل العودة في الصباح أو في الليل لم يكن يدري ابدا انه خرج من هناك إلى الأبد و من بقي هناك يا ولدي في تلك الأيام رحل وكأنه لم يبقى رغم أنني أراك الآن امامي ورغم سعادتي بكم حولي وانك واهلك بأمان لكن لا يزال ناقوس يدق في راسي إلى اليوم إلا وهو … ليتني لم أخرج .. ليتني بقيت هناك..
رحل جدي وبدت انا في هذا اليوم أذكر روايته واحتفظ بمفتاح منزله واتمنى ان يأتي يوم أعود فيه إلى وطن السلام لارى الشمس التي لا تنام و منزل جدي
#15_5_النكبه
#حنين ناجي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى