قدم #جمال_مبارك وعلاء مبارك، نجلا الرئيس الأسبق الراحل #حسني_مبارك، الاثنين، واجب #العزاء إلى رئيس دولة #الإمارات الجديد وحاكم أبوظبي #محمد_بن_زايد، في وفاة شقيقه رئيس دولة الإمارات #خليف_بن_زايد، الذي وافته المنية عن عمر يناهز الـ74 عاما، الجمعة 13 أيار/ مايو الجاري.
زيارة جمال وعلاء التي تعد الأولى لهما خارج البلاد منذ ثورة يناير 2011، إلى الإمارات لتقديم واجب العزاء والتهنئة في الوقت ذاته لمحمد بن زايد الذي أصبح رئيسا لدولة الإمارات، تثير التساؤلات والتكهنات حول خلفيات الزيارة ومدى وجود أهداف أخرى منها.
وتأتي الزيارة في وقت يعاني فيه رئيس النظام المصري عبدالفتاح #السيسي من أزمة تراجع شعبية في أوساط أنصاره، ودعوات للثورة عليه والمطالبة برحيله والإطاحة به، بالتزامن مع تفاقم #الأزمة_الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتؤثر على ملايين #المصريين والتي بدا النظام عاجزا عن وقف تصاعدها.
“بديل السيسي”
وتوفي حسني مبارك في 25 شباط/ فبراير 2020، بعد 9 سنوات من الإطاحة به عبر ثورة شعبية، فيما أقام له السيسي جنازة عسكرية شارك فيها بنفسه، وشهد عهده تبرئة عائلة مبارك من جميع تهم الفساد الموجهة لها؛ إلا أن هناك تقارير استخباراتية إسرائيلية أشارت إلى اسمي نجلي مبارك كبديل للسيسي يقبله الغرب.
وفي شباط/ فبراير 2022، نشر موقع “جافاج” الاستخباراتي الإسرائيلي، تقريرا، زعم فيه أن كبار جنرالات الجيش المصري، تواصلوا مع الغرب لطرح فكرة استبدال السيسي، تحسبا لحدوث #غضب_شعبي يطيح به على غرار ما حدث مع حسني مبارك عام 2011.
وتحدثت مصادر مخابراتية لـ”جافاج”، عن علاء مبارك، النجل الثاني للرئيس الراحل، كخليفة محتمل مقبول للسيسي، مضيفة أنه “مدني، وليس له أي علاقة بقضايا فساد حكومية، وعلى عكس شقيقه جمال، فلم يسبق له أن تولى منصبا عاما، قد يكون هذا هو البديل الذي يود الجيش المصري وضعه في السلطة بعد رحيل السيسي”.
“وضع عائلة مبارك”
وعلى الأرض عادت لنجلي مبارك جمال وعلاء، الكثير من الثقة بانتهاء جميع القضايا التي كانوا يحاكمون فيها إثر ثورة يناير 2011، بالبراءة والتي كانت آخرها قضية “التلاعب بالبورصة” شباط/ فبراير 2020، ما عدا قضية (فساد القصور الرئاسية) التي قضوا فيها محكوميتهم.
ورسميا جرى رفع التحفظ على أموال عائلة مبارك وبينها ممتلكات وأموال جمال وعلاء وزوجتيهما وأبنائهم في مصر 15 تموز/ يوليو 2021.
وفي نفس السياق، فلقد عادت جميع أموال عائلة مبارك المجمدة لدى الاتحاد الأوروبي وسويسرا، حيث قررت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي في 6 نيسان/ أبريل الماضي، إلغاء قرارات تجميد أموال مبارك وأسرته، مغلقا بذلك ملف الأموال المنهوبة والمهربة من مصر.
وفي 13 نيسان/ أبريل الماضي، أعلن علاء مبارك، أن المدعي العام السويسري حكم بتبرئته وشقيقه، جمال، بعد 11 عاما من التهم الموجهة لهم حول قانونية أموالهم وأصولهم وأفرج عن الأموال والأصول، وبذلك يكون وضع نجلي مبارك المالي قد عاد كما في السابق خلال عهد والدهما.
وفي شباط/ فبراير الماضي، أعلنت صحيفة “زود دويتشه” تسايتونغ الألمانية عن تسريبات تؤكد أن علاء وجمال مبارك كان لديهما 6 حسابات ببنك “كريدي سويس”. أخفى فيه علاء 196 مليون دولار (232 مليون فرنك سويسري) عام 2003، فيما وجد حساب مشترك للشقيقين بلغ حدا أقصى قدره 234 مليون دولار (277 مليون فرنك سويسري).
وتشير التسريبات إلى أن تلك المبالغ تصل إلى نحو مليار دولار ببنك سويسري واحد، وهو مبلغ ضئيل بالمقارنة بما أعلنه بنك “التسويات الدولية” بسويسرا، في أيلول/ سبتمبر 2011، من أن البنوك الدولية أبلغت عن زيادة في المطلوبات لمصريين بأكثر من 6 مليارات دولار.
ويمارس جمال مبارك سياسة هادئة مع الصمت التام عما يجري من أحداث سياسية واقتصادية، ويفضل عدم الظهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي نفس الوقت الحضور الدائم في مناسبات هامة وخاصة واجبات العزاء التي كان لافتا حضوره فيها مثل وفاة المشير حسين طنطاوي، وجيهان السادات زوجة الرئيس أنور السادات، وغيرها.
إلا أنه وعلى الجانب الآخر، فإن شقيقه علاء مبارك يمارس سياسة المدافع عن العائلة، ويظهر بشكل ثابت عبر صفحته بموقع “تويتر”، بل وينتقد من آن إلى آخر سياسات النظام الحاكم، بل وصل النقد إلى السيسي مباشرة في تغريدة حذفها نجل مبارك لاحقا.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، وفي مواجهة قد تكون هي الأولى بشكل مباشر، وجه علاء مبارك، انتقادات حادة للسيسي، مستنكرا تعبيرات أطلقها الأخير يوم 28 كانون الأول/ ديسمبر 2021، وتمس فترة حكم مبارك، مثل “خلوا البلد كُهنة”، و”جعلوها شبه دولة” وغيرها.
“بلا مدلول سياسي”
وفي تقديره لدلالات زيارة جمال وعلاء مبارك الإمارات وعزاء محمد بن زايد وتهنئته على رئاسة الإمارات، يعتقد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبدالله الأشعل، أن “الزيارة ليس لها أي مدلول سياسي”.
وفي حديثه لـ”عربي21″، قال المرشح الرئاسي الأسبق، إنه رغم أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر متأزمة والشعب في حالة ترقب، “لكن السيسي سعيد بتفاقم تلك الأوضاع”.
وأشار إلى أن من يتحدثون عن دور محتمل لجمال وعلاء مبارك أو عرض أحدهما نفسه لحكم مصر “يدخلون ضمن من يرون المنطقة العربية وبينها مصر وكأنها مستقلة في قراراتها واختيار حكامها على غير الحقيقة”.
“ورقة ابن زايد”
وفي رؤيته، قال رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام ” تكامل مصر” الباحث مصطفى خضري: “منذ وصول مبارك للحكم وعلى مدى 30 عاما كانت العلاقة بين الشيخ زايد ومبارك هي الأكثر ترابطا بين الحكام العرب، ولكن كان لكل منهما منظور مختلف لهذه العلاقة”.
وفي حديثه لـ”عربي21″، أوضح أن “مبارك كان ينظر للإمارات على أنها الاحتياطي النقدي لنظامه السياسي، وحجم الأموال والعطايا غير المردودة التي منحها الشيخ زايد لنظام مبارك أكبر من أن تحصر، منها مثلا كامل تكلفة مدينة الشيخ زايد التي سميت بإسمه في 6 أكتوبر”.
وتابع: “في حين كان الشيخ زايد ينظر لمبارك كحامي عسكري وسياسي للإمارات، تلك الدولة الصغيرة وغير القادرة على حماية نفسها في ظل الجوار الإقليمي الذي يحتوي على 3 دول لها ميل استعماري (السعودية وإيران والعراق)، وكان ذلك قبل أن يجد أبناء زايد لنفسهم موطن قدم بأروقة البيت الأبيض”.
وأشار إلى أن “العلاقة بين آل مبارك وآل زايد تطورت من السياسي للأسري فصارت أكثر ترابطا بين الزوجات والأبناء خاصة الشيخة فاطمة أم محمد بن زايد التي كانت تعتبر سوزان مبارك عرابتها، وكان لقب سوزان مبارك في عائلة زايد (الهانم)”.
الباحث والخبير في التحليل المعلوماتي، خلص إلى أن “العلاقة بين أبناء العائلتين أكثر ارتباطا من أي عائلة حاكمة أخرى بالمنطقة”.
وفي إجابته على التساؤل: هل يقدم جمال مبارك نفسه لابن زايد كبديل مهم ومقبول عربيا وغربيا عن السيسي في هذا التوقيت الصعب الذي تتراجع فيه شعبية الأخير ويطلب دعما إماراتيا وخليجيا جديدا؟، قال خضري: “ربما كان ذلك مطروحا، خاصة وأن هناك بيزنس مشترك سابق بين العائلتين”.
وأضاف: “وربما يستخدم ابن زايد جمال مبارك كورقة ضغط على السيسي ببعض الملفات”، لافتا إلى أنه “في الصراع السياسى كل شيئ متاح والبرجماتية التي يتعامل بها آل زايد ربما تتغلب على الاعتبارات الشخصية”.
وعن كيفية قراءة نظام السيسي للقاء نجلي مبارك وابن زايد، قال: “قطعا لم يخرج أبناء مبارك إلى أبوظبي إلا بترتيبات بين نظام السيسي وآل زايد”، مشيرا إلى أن “هذه هي المرة الأولى التي يغادرون فيها مصر منذ ثورة يناير حيث كانت إقامتهم محددة قانونيا أحيانا وسياسيا في أخرى”.
وختم الباحث المصري، بالتأكيد على أن “نظام السيسي يتعامل مع هذا الملف بحذر شديد في ظل محاولة الحفاظ على علاقة ودية مع بن زايد والحذر من لعبه بورقة جمال مبارك”.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تناقل نشطاء صورتي علاء وجمال مبارك مع ابن زايد، فيما ربط البعض بين الزيارة وبين احتمالات تدويرهما سياسيا، وأن يكون أحدهما هو رئيس مصر القادم، فيما أطلق نشطاء هاشتاج #جمالمباركرئيس_الجمهورية.