ظهير المجرمين

#ظهير_المجرمين

م. #انس_معابرة

في بداية سورة القصص، يخبرنا الله عز وجل عن الأحداث التي كانت كفيلة بتغيير حياة سيدنا موسى عليه السلام، وهي أنه حين دخل السوق ووجد شخصين يتعاركان، وكان أحدهم من بني إسرائيل، والأخر من المصريين، فتدخّل موسى عليه السلام، فدفع الرجل فقتله.

سارع سيدنا موسى عليه السلام إلى الإعتراف بخطئه وإعلان التوبة لربه، وقال الله عز وجل في كتابه على لسان سدنا موسى: “قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ”.

مقالات ذات صلة

والآية فيها إعلان واضح من سيدنا موسى عليه السلام أنه لن يستعمل ما أعطاه الله من القوة البدنية لكي يساعد الناس بالباطل.

لقد حبنا الله بفضائل كثيرة، بعضنا تميّز بالقوة البدنية مثل سيدنا موسى عليه السلام، والبعض الآخر أعطاه الله بسطة في العلم، وتبوأ مناصب متقدمة في جامعات ومؤسسات وشركات عالمية.

والبعض الآخر حباه الله بقبول لدى الناس، فأصبح مذيعاً محبوباً مرغوباً لدى الناس، يتسابقون إلى حضور برامجه، ويصدقونه فيما يقوله.

مهما كانت البسطة التي أعطاك الله إياها، كن حذراً في إستخدامها والتصرف بها، فلا تستخدم علمك في تفسير آيات الله عز وجل والحديث النبوي الشريف في التهرب من الواجبات، والتحايل في آداء الطاعات وتجنب المحرّمات، أو أن يكون منصبك سبباً في تكبرك على الآخرين وإستعلاءك عليهم.

ولا تستعمل القبول الإعلامي الذي منحك الله إياه في أن تصبح بوقاً للأنظمة الظالمة، أو أن توجّه الناس في إتجاه خاطئ، كأن يعادوا طائفة من الناس، أو أن يكذبوا شخصاً معيناً، أو أن يكرهوا شخصاً آخر.

ومن أشكال “ظهير المجرمين” الحديثة قيام البعض بالترويج لبعض الأشخاص خلال مواسم الانتخابات، ويقولون فيه كلاماً هم يعلمون جيداً أنه محض كذب وإفتراء، أو أن يحاولوا تشويه سمعة أحد المرشحين لضمان خسارته في الإنتخابات وفوز مرشحهم.

وكذلك ما يتبعه بعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال الترويج لأشخاص مقابل ربح ماديّ، أو أن يبثوا الأكاذيب التي تسيء إلى أشخاص آخرين، أو أن يمدحوا منتجاً لأحد الشركات بما لا يستحقه، ويحصلون على الأموال مقابل تلك الخدمات والإعلانات.

بالإضافة إلى معاونة المجرمين ومساعدتهم؛ قد تدخل هذه الأعمال في خانة الغش بالإضافة إلى دعم أشخاص لا يستحقون، وبالتالي يكون الأثم مضاعفاً في تلك الحالات.

ومهما طال الزمان سيكتشف الناس الحقيقة، وسيدركون وقتها أن هذا الشخص كاذب، وقد أثر على حريتهم في الإنتخابات أو سرق أموالهم، أو شوّه أفكارهم، أو عبث بعقول أبناءهم، وعندها سيتحول الحب الذي كانوا يحملونه لك إلى كره، وستتربع على قارعة الفشل بعد أن تبوأت أعلى قمم النجاح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى