ظهر الفساد يعني غطاءه
“نريد كسر ظهر الفساد، بكفي خلص، بدنا نمشي للامام”، قائل العبارة السابقة هو الملك، اول امس، اثناء ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء.
ما افهمه، ان رأس الدولة، الملك، يوجه رسالة دعم واضحة لحكومة الرزاز بمزيد من الحرب على الفساد، بصورة مؤسسية قانونية لا تستثني احدا، ولا تمتنع عن الاقتراب من ملف بعينه.
كيف ستتعامل الحكومة مع هذه الاشارة الملكية، وبأي عمق سوف يقرأها الدكتور عمر الرزاز، تلك اسئلة مهمة، ستكون اجاباتها بمثابة التطبيق العملي لما قصده الملك.
الناس تنتظر الكثير، تريد لجم الفساد، تخويفه، منعه من الاستقواء، ولن يكون ذلك، الا برفع الغطاء السياسي، وكشف شبكة الحماية التي تتستر على “طنجرة الفساد”، ولن يقنع الاردنيون بفتتات محاسبة فاسدي الدرجة الرابعة فقط.
الانتقال من التنظير الى الافعال هو ما سيشفي غليل المواطنين، فمحاربة الفساد بالتصريحات لم تعد تقنع، فهناك رغبة جامحة برؤية فاسد كبير على الاقل وراء القضبان.
على الرزاز ان يستغل اشارة الملك، وان يفهمها كما يريد الشارع، فليبدأ بقضية الدخان، وليكشف بيكارها الحقيقي، عندها ستخاف العصابة، وستتراجع كل مشاريع العصابات الكامنة والمطمئنة.
“من اين لك هذا”، قانون اصبح التسويف في وضعه على طاولة التشريع والتنفيذ ضرباً من تغطية الفساد، علينا الاسراع بإنجازه، واسقاط تطبيقه على الصغير من الموظفين قبل الكبير منهم.
الفرصة مواتية يا دولة الرئيس، فمن جهة هناك دعم ملكي وشعبي، ومن جهة اخرى “شليل الرزاز” ابيض، فلا خوف، ولا وجل، وعليك ان تسارع بضربهم في جحورهم بصورة منطقية تربوية.
بلدنا بغير عاصم اخلاقي تنغمس فيه الادارة والسياسة، لا يمكن لها ان تستمر بشكل جيد، هذا ما فهمه الاوائل من الاجداد والآباء، فالفقير لا يسرق من فقره وإلا سيفنى.