ظلم العربان وعدالة الغربان !

ظلم العربان وعدالة الغربان !  

بسام الياسين  

القلم عراف المستقبل،يستبصر ما تحبل به الايام،يستكشف ما يدور في دواخل الجحور والدهايلزالمعتمة. فمن كان مركبه قلم،لا يخشى من الغرق.تميز اهل الكلمة / الشفرة،انهم لم يغمدوا اقلامهم رغم قانون الجرائم الالكترونية بل شحذوا شفراتها لاقتحام المسالك الوعرة،عندما آثراهل السيف تعليقه في المتاحف الاثرية،وانكفأوا للصفوف الخلفية،و الامة بامسّ الحاجة اليهم،واكتفوا من فدائية المواجهة بالاستعراضات،ومن شجاعة الفرسان الى “سلام الشجعان” ما قاد للخذلان وضياع الاوطان ولعنة الزمان .اهل القلم دفعوا الثمن ـ عدا الفئة الخاسرة من تجار الكلمة،وفازوا بحب الله والناس ـ لانهم ثبتوا،و لم يبيعوا مواقفهم،بينما اهل السيف،اصابتهم رخاوة بايديهم، وتكلّس في مفاصلهم بعد ان تخلوا عن الركض في الميادين الرجولة، واستطابوا التنّعم بالصالات المكندشة.  

القوانين الفيزيائية لا تقبل الفراغ، فاحتلت الكلمة الشوكة الصدارة، و صارت اعلى كعباً،وابلغ اثراً ،واكثر همةً من السيوف المذهبة المعلقة في المتاحف الاثرية،واللامعة في رقصات الاعراس والمناسبات المخجلة. حكاياتها المسجاة في بطون التاريخ التي تقطر دماً ،في الدفاع عن الارض والعرض،لم يعد يصدقها احد،وربما هي كذبة من اختراع حكاواتية السلاطين لتلميع صورهم،ما يثبت بالقطع ان تاريخنا مزور،كما يجري تزوير الانتخابات على مرأى من العامة.  

 متزلف قال ذات نفاق ومديح لولي نعمته : سيدي لا تخش الجموع، المنتشرة في الشوارع، انها لا تحتاج اكثر من سوط لتهشها كالقطعان.فالاجهزة جاهزة وقادرة على تعليمها، كيف تبتلع السنتها،وتطأطىْ رؤوسها.ما لم يخطر في ذهن المنافق ان الجموع حين تجوع، تخرج عن مألوفها،صارخةً ملء حناجرها : “الطفران لا يخاف زلم السلطان لانهم اول من يفر من الميدان”..  جموع مطحونه، لم يبق عندها ما تخاف عليه، فاستلت من ضراوة الضنك شجاعة الصرخة ،و استقطرت من رحيق الفقر اكسير الانفة،واكتشفت ان فزاعة الخوف، مصنوعة من قش هش، وقماش رديء سهل التمزيق.،فقامت بتعرية المسؤولين المنحرفين وتجريد السياسيين المخادعين،ثم رفع الهالات المكذوبة عن النخبويين الذيي يحيطون انفسهم بها.بدءاً من الابقار المقدسة الذي التهم خيرات الوطن،ويتقاضي رواتب لم ترد في مخيال حكواتي الف ليلة وليلة.فلا بد من الاصلاح لان الفساد ليس قدرا علينا،وليس موروثا جنينياً يعيش بدواخلنا. 

 ظاهرة تنامي الشعور بالخيبة من الحكومات والتشاؤم من البرلمانات ترتفع مناسيبها. ناهيك عن حزب الكنبة الذين يلعنون سرا ويصمتون في العلن.بعد الفشل الذريع، في تحقيق العدل او توزيع الظلم بعدالة، فلماذا لا يتعلم المسؤولون العدالة الفطرية من الحيوان،و يحذو حذوه في شيم الفروسية وتطبيق قوانين الفطرة الربانية،بعد ان بلغت الوقاحة عند الحرامية مناسيب عالية من قلة الحياء وعدم الخوف من الله في التلاعب بارزاق الناس، وسلب حقوقهم.  

الاسد الملك، لا يصطاد الا حاجته ولا يدخر لغدٍ شيئا.القط يُنكّس شاربه ويرمي راسه ارضاً اذا ضُبط وهو يسرق كسرة جبنه.اغربهم الغراب،المتهم زوراً انه نذير شؤم وخراب، لكنه ذكي وعادل.علم قابيل كيف يواري سوأة اخيه هابيل وكيف تدفن البشرية ضحاياها .في عالم الغربان قوانين صارمة.فالسطو على طعام الفراخ الصغيرة،عقوبته،نتف ريش الغراب المعتدي ليصبح عاجزاً عن الطيران.نسألكم بالله، الا نشبه  الفراخ الممعوطة في ماوصلنا اليه؟! السنا مماعيط مثلها وننتظر اللقمة؟!. فلماذا لا يصار الى نتف ريش الحرامية لشل قدرتهم على السرقة ؟!.على قاعدة ان رايت شحاداً في بلادي،فاعلم ان نخبوياً سر ماله ودمر مستقبله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى